الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 23 إبريل 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جهاد الإيمان الحَسَن
«جَاهِدْ جهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بالحَيَاةِ الأبَدِيَّةِ» ( 1تيموثاوس 6: 12 )
«جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضًا» ... ربما تبدو هذه العبارة دعوة للجهاد في سبيل الحصول على الحياة الأبدية، إلا أنه عند دراستها في قرينتها يتضح أن تيموثاوس كان قد سبق ودُعيَ إلى الحياة الأبدية ونالها عند إيمانه بالمسيح. لقد نال الخلاص، واعترف الاعتراف الحَسَن أمام شهود كثيرين، كما يؤكد الرسول بولس ( 2تي 6: 12 ). فما معنى هذه الكلمات إذًا؟ إنها دعوة لكي يعيش كل يوم - وبشكل عملي – الحياة الأبدية التي صارت من نصيبه. وكيف يتحقق هذا في حياتنا كمؤمنين؟

أولاً: أن نتجنَّب الشهوات العالمية المُحيطة بنا من كل جهة، وأن نهرب من محبة المال «وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِن هَذَا» ( 2تي 6: 10 ، 11). لقد علَّمنا الرب يسوع المسيح: «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ ... لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللَّهَ وَالْمَالَ» ( مت 6: 24 ). وكيف يمكن للذهن أن ينشغل بدائرتين في الوقت ذاته: «بِمَا فَوْقُ»، و«بِمَا عَلَى الأَرْضِ»؟ ( كو 3: 2 ). وكيف يمكن للمؤمن أن يكون خارج الاجتماع شخصًا عالميًا، ثم في دقائق معدودة يتحوَّل إلى مؤمن روحي داخل الاجتماع؟!

ثانيًا: من الناحية الإيجابية علينا أن نَتْبَع «الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ» ( 1تي 6: 12 ). ويا للبون الشاسع بين هذه الفضائل المسيحية، وبين الشهوات الجسدية! لذا علينا أن نعمل على تنمية هذا الخُلق المسيحي الراقي، إنه الشـيء الوحيد الذي بإمكاننا أخذه معنا إلى السماء، حيث التمتع بالحياة الأبدية على أكمَل وجه.

ثالثًا: علينا أن نجاهد أيضًا: «جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ» ( 1تي 6: 12 ). و«جَاهِدْ» هنا بمعنى ”ناضل“، وهو فعل مأخوذ من حلبة الرياضة. وهو جهاد حَسَن، وكل ما عداه غير ذي قيمة باقية. إنه جهاد في الكرازة بالإنجيل، وفي التمسُّك بالإيمان الثمين؛ جهاد الخدمة المُثمرة والشهادة المؤثرة. عندئذٍ نُمْسِك بالحياة الأبدية، ونتذوَّق بركات السماء ونحن هنا على الأرض، ونعيش للأمور الباقية إلى الأبد.

أيها الأحباء: ليسأل كل منا نفسه: اليوم، هل كان ذهني مشغولاً بما فوق أم بما على الأرض؟ وهل كان قلبي موَّجهًا نحو المسيح؟ وهل كانت نفسي في حديث متواصل معه؟ هل طلبت منه أن يساعدني لكي أُتمم مشيئته وأعمل مرضاته؟

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net