الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 26 إبريل 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كرنيليوس وصلواته
«هُوَ تقيٌّ وَخائِفُ اللهِ ... وَيُصَلِّي إِلَى اللهِ فِي كُلِّ حِينٍ» ( أعمال 10: 1 ، 2)
حدَّثنا لوقا عن أُسرتين تميَّزتا بالتقوى؛ الأولى وقت ميلاد المسيح، والأخرى وقت ميلاد الكنيسة. مع أن البون شاسع بين خلفية ووظيفة وثقافة الرَجُلين في كل منهما. الأولى أُسرة صغيرة تخدم الرب «كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا ... وَامْرَأَتُهُ ... أَلِيصَابَاتُ. كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ ... بِلاَ لَوْمٍ» ( لو 1: 5 ، 6). لكن الأُسرة الثانية لم تكن يهودية بل أُممية؛ أُسرة كرنيليوس «قَائِدُ مِئَةٍ ... تَقِيٌّ وَخَائِفُ اللهِ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ، يَصْنَعُ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً لِلشَّعْبِ، وَيُصَلِّي إِلَى اللهِ فِي كُلِّ حِينٍ» ( أع 10: 1 ، 2).

كان زكريا كاهنًا يهوديًا، بينما كان كرنيليوس قائدًا رومانيًا، لكن كل منهما أتاه ملاك من السماء. أتى لواحد في الهيكل، وذهب للآخر في البيت. وكل منهما أتاه ببشارة سارة من السماء وهي أن صلواته قد سُمِعَت. وليس غريبًا أن نرى كاهنًا يهوديًا يخاف الله، ويسلك في وصاياه، ويُصلِّي في الهيكل، لكن الغريب أن نجد قائدًا رومانيًا يخاف الله يُصلِّي في بيته بهذه اللجاجة. لقد نظر الله إلى تقواه، وسمع تضـرعاته. ومع أنه لم يكن يعرف المسيح كالمُخلِّص، لكن شُهِد له بهذه الشهادة الجميلة: «تَقِيٌّ وَخَائِفُ اللهِ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ». ليت حياتنا تمتلئ من مخافة الرب، وليت كل مَن في بيوتنا يُوصَف بهذا الوصف المُشرِّف!

وكان كرنيليوس «يُصَلِّي إِلَى اللهِ فِي كُلِّ حِينٍ». ألا تُخجلنا هذه الكلمات!! لقد تميَّزت صلواته بأنها دائمة، ليس فقط في بداية يومه وقبل نومه، بل كان قلبه مرفوعًا للرب طوال اليوم. صلوات بلجاجة واشتياق شديد، لا مِن أجل تسديد حاجات زمنية، بل أمور أبدية وباقية. صلوات مُمتلئة بالثقة أن الله الذي يُصلِّي له لم يكن إله اليهود فقط، بل هو رب الكل. صلوات ممتزجة بالصوم، مع أنه نشأ في ثقافة القوة التي لا ترضى بالتذلُّل والروح المُنكسرة. صلوات نابعة من قلب سخي ومُتسع ورحيم، فكانت تضرعاته مُقترنة بالإحسانات الكثيرة.

ولقد اختبر كرنيليوس فاعلية الصلاة التي تفتح السماء، فتُرسل له ملاكًا، وتفتحها ليرى بطرس رؤيا من الرب، وتفتح ذهن بطرس ليُميِّز مغزى الرؤيا، وتفتح الباب للخدمة بين الأُمم، وتفتح البيوت لتقبَل مُبشرًا يكرز بخلاص المسيح، وتفتح بصيرة الأُممي ليعلم أنه في حضـرة الله، وتفتح القلوب لتقبل رسالة الإنجيل، وتفتح أفواه التائبين لتُعظِم الرب.

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net