الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 إبريل 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المَنّ والمجد
«خطَايَاكُمْ مَنعَتِ الخَيْرِ عَنكُمْ» ( إرميا 5: 25 )
كان «المَنّ» رمزًا جميلاً للإنسان الكامل، ربنا يسوع المسيح، في اتضاعه العجيب في حياته على الأرض. والتغذي بالمَنّ معناه التأمل في المسيح كالإنسان الكامل المُتضع الذي أعلَن الآب للعالم، والتفكُّر في نعمته وصلاحه، وحنوُّه، ورقَّته ومحبته، ووداعته وتواضع قلبه، وصبره واحتماله، وطول أناته ومثاله الكامل.

وقد ارتبط إعطاء المَنّ بالمجد «فَقَالَ مُوسَى وَهَارُونُ لِجَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ... فِي الصَّبَاحِ تَرُونَ مَجْدَ الرَّبِّ ... وَإِذَا مَجْدُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي السَّحَابِ» ( خر 16: 6 -10). ونحن لا نتعجَّب أن يَرِد التعبير «مَجَّدَ الله» أو «يُمَجِّد الله» سبع مرات في إنجيل لوقا، ويرتبط هذا التعبير دائمًا بالرب يسوع المسيح ( لو 2: 10 يو 13: 31 ، 26؛ 7: 16؛ 13: 13؛ 17: 15؛ 18: 43؛ 23: 47). مما يدُّل على أن الله قد تَمَجَّدَ في الإنسان الكامل، هنا على الأرض (يو13: 31؛ 17: 4؛ 2كو4: 6).

وقد ارتبط نزول المَنّ أيضًا بالسبت ( خر 16: 22 -40). والكلمة «سَبْت» كلمة عبرية، ومعناها بالعربية «راحة». ومن الجدير بالملاحظة أن السبت (راحة) جاء ذكره في تكوين 2، قبل دخول الخطية في تكوين 3، ثم لا نعود نقرأ في الكتاب المقدس عن السبت حتى نصل إلى خروج 16، بعد أن تم فداء بني إسرائيل من أرض مصـر وبيت العبودية؛ صورة لخلاص الله في المسيح. وارتبط السبت في هذا الفصل بإعطاء المَنّ للشعب. وهذا في تمام المناسبة مع المَنّ السماوي الذي يستطيع أن يَهَب الراحة الحقيقية لكل مَن يطيع دعوته الكريمة: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ» ( مت 11: 28 -30).

وكان نزول الْمَنّ لأول مرة في «بَرِّيَّةِ سِينٍ» أي «برية الشوك» ( خر 16: 1 -3). وعندما قَبِلَ رب المجد أن يتنازل ويأتي إلى أرضنا التي لا تُنبت إلا الشوك والحسَك، وعايش ظروف البرية، فإنه في مُستهل خدمته الجهارية – أُصعد إلى البرية من الروح ليُجرَّب من إبليس، وكان مع الوحوش، وبعدما صام أربعين يومًا وأربعين ليلة، جاع أخيرًا، ولكنه – له المجد – أظهر كمال الطاعة والخضوع، وكمال الاتكال والاستناد على الله أبيه، ولم تخرج من فمه الطاهـر كلمة تذمر واحدة، ولا تمنى أن يوجد في ظروف أخرى. حاشا. بل إنه رفض أن يتناول الخبز، وأبى أن يأخذ المجد إلا من يد أبيه ( مت 4: 1 -11؛ مر1: 12، 13؛ لو4: 1-12).

رشاد فكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net