الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 10 مايو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أبرام وملكي صادق
«وَمَلْكِي صَادِقُ ... أَخرَجَ خبْزًا وَخـمْرًا ... وَبَارَكَـهُ» ( تكوين 14: 18 ، 19)
بالمُباينة مع لوط الذي اختار لنفسه العالم، وأصبح له أسيرًا، نرى أبرام الذي لم يُحب العالم، وغلب العالم. لوط لم يكن مستعدًا في يوم الحرب، لكن أبرام الذي كان في حالة الانفصال، كان على أتم استعداد، فكان عنده في بيتهِ غلمانه المُتمرنون على الحرب، كما كان هو متهيأ لأن يجاهد الجهاد الحَسَن، ليس كأهل العالم الذين يُحاربون لمطامع شخصية، أو للحصول على غنائم تغنيهم، بل ليسترجع أخاه الذي كان قد سُبيَ ( تك 14: 12 -15). إن أسلحة مُحاربتنا نحن المؤمنين ليست جسدية، ومصارعتنا ليست مع دم ولحم، لكننا نحارب، نحارب لأجل الحق، ونجاهد لإنقاذ مَن يتعرضون لخطر الانزلاق في العالم أو الذين جرفهم العالم فعلاً.

وكما رأينا أبرام منتـصرًا على العالم في عداوته، نراه أيضًا ينتصر على كل ما يُحاول العالم أن يُغريه به. نحن كثيرًا ما ننتـصر على عداوة العالم، لكننا ننهزم أمام ما يُظهر لنا من عطف وصداقة. والمؤمن لا يكون أكثر تعرُّضًا للسقوط بمثل ما يكون في لحظات الانتصار حيث يكون غير حَذر. هذا ما حاول العدو أن يفعله مع أبرام إذ نقرأ «فَخَرَجَ مَلِكُ سَدُومَ لاِسْتِقْبَالِهِ، بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ كَسْـرَةِ كَدَرْلَعَوْمَرَ وَالْمُلُوكِ الَّذِينَ مَعَهُ».

لكن إن كان ملك سدوم جاء ليُجرِّب أبرام، فإن ملكي صادق كان هناك ليسنده ويُعضده. وفي الرسالة إلى العبرانيين يُعطينا الروح القدس المعنى الروحي لهذا المشهد الجميل، فَمَلْكِي صَادِق يُعلن لنا أمجاد المسيح؛ فاسمه ومدينته تُعلنان أنه مَلك البر ومَلك السلام، وهو كاهن الله العلي ( عب 7: 1 -3). فكمَلك يأتي بالبر والسلام لشعبه، وككاهن يقود تسبيحات شعبه. كمُمثل لله يُبارك أبرام، وكمُمثل للإنسان يُبارك الله العلي. لقد قدَّم مَلْكِي صَادِق لأبرام خبزًا وخمرًا -شبعًا وفرحًا - فاستطاع أبرام أن يرفض ما قدَّمَهُ له العالم، ورفع يده إلى الرب العلي مالك السماء والأرض، وإذ كان قد تبارك من الرب الإله العلي، رفض كل ما عرضَهُ العالم عليه لئلا يقول: «أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ».

ويستطيع المؤمن الذي باركه الله بكل بركة روحية في السماويات، وصار له غنى المسيح الذي لا يستقصـى، أن يسمو فوق غرور العالم وعطاياه ومجده، ويسير في طريق الإيمان طريق الانفصال. والإيمان إنما يسير في هذا الطريق على ضوء المجد العتيد، وهو على يقين أن كل محاربات العدو سوف يضع لها حدًا ملك البر والسلام.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net