(1) امتلاك الرجاء: رجاؤنا؛ أننا سنرى الرب كما هو، وسنكون مثله ( 1يو 3: 2 ). وإن كان عندنا هذا الرجاء، فلا بد سيحفظنا ناظرين باستمرار إلى فوق، وغير عابئين بما على الأرض، بل مُثابرين في شوق ولهف وحنين أن نراه ويرانا، ونفرح به ويفرح بنا، ونرى مجده ويُمجِّدنا. وهذا الرجاء هو طاقة الجهاد. وتعبير «الرَّجَاءُ بِهِ» يعني الرجاء الذي يتخذ المسيح غرضًا له؛ لإيمانه.
(2) تأثير الرجاء: وما دام عندنا هذا الرجاء العظيم بأننا سنُصبح مثله تمامًا، فما هو تأثير ذلك على حياتنا الآن؟ إن علينا أن نسعى من الآن بقدر الإمكان أن نكون مثله، وذلك بتطهير أنفسنا كما هو طاهر. فنحفظ أنفسنا أطهارًا، ولا يكون فينا شيء غير مقدس. والمقياس الحقيقي للطهارة العملية لأولاد الله - شركاء الطبيعة الإلهية - هو المسيح في المجد في طهارته «كَمَا هُوَ طَاهِرٌ». وهكذا نُطهِّر أنفسنا بحسب المثال، عالمين أننا سنُصبح مثله تمامًا عند مجيئهِ.
(3) مسؤولية أصحاب الرجاء، وجانبا التطهير: هناك الجانب الإلهي في تطهيرنا وما جهزته النعمة، في دم يسوع المسيح ابنه، الذي يطهرنا من كل خطية (1: 7). وكذلك تطهيره - تبارك اسمه - لنا من كل إثم إن اعترفنا بخطايانا (1: 9). ونحن لا نستطيع أن نُساهم في هذا الجانب الإلهى إطلاقًا. وأما آيتنا في رأس المقال، فتُرينا الجانب البشري ومسؤوليتنا لتطهير ذواتنا كما هو طاهر.
(4) قوة النعمة لأصحاب الرجاء: وتطهير النفس يستحيل على أي إنسان. فسرّ قدرة المؤمن - صاحب الرجاء - على تطهير نفسه حسب النموذج، هو قوة النعمة والروح القدس وحياة المسيح التي فينا. كما أنه – تبارك اسمه - قد رسم طريق الأطهار بطُهره المُطلَق في حياته. ونموذج طهارته موجود الآن لعيون الإيمان، في المجد. وإذ إن النموذج موضوع، والنعمة مُعطاة، فلا عَوز لنا إلا الإرادة والعزم والتصميم. فخريطة السير مُسلَّمة بكل وضوح لمُحبي المسيح، ليعيشوا دائمًا في حالة الطهارة الحقيقية. والطهارة نفسها تُزكِّي الرجاء وتُلهبه، وتُزيد تعلُّقنا به. فلتعيننا النعمة لنُكمل الجهاد ونتمتع بطهارة المسيح.