الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 24 يونيو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوم الكفارة العظيم
«فِي هَذا الْيَوْمِ يُكَفِّرُ عَنكُمْ لِتطْهِيرِكُمْ. مِنْ جَمِيعِ خطَايَاكُمْ أَمَامَ الرَّبِّ تطْهُرُونَ» ( لاويين 16: 30 )
أربعة أشياء كانت تُميز يوم الكفارة العظيم (لا16)؛ أولها وأهمها كان دخول رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس بدم ثور، ذبيحة خطية عن نفسه، وبدم التيس الذي وقعت عليه القرعة للرب، عن الشعب. وذلك الدم منضوحًا منه على وجه الغطاء وقدَّام الغطاء، كان يُعلن قيمة ذبيحة مُصالحة الشعب مع الله، وكمال نتيجتها إذ سمحت لإسرائيل بالاقتراب من الرب، والتكفير عن القدس، وكان ذلك رمزًا يُشير إلى قصد الله في أن «يُصَالِحَ ... الْكُلَّ لِنَفْسِهِ ... سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ» ( كو 1: 20 )، أو بالحري إلى تطهير كل الخليقة التي نجَّسَتها الخطية التي ستُعتق يومًا ما – بحق ذبيحة المسيح – وتُصبح في توافق كامل مع صفات الله حتى إن الله سيستطيع حينئذٍ أن يسكن مع الناس ( رؤ 21: 3 ؛ يو1: 29).

وخروج رئيس الكهنة إلى خارج القدس كان يُعلن للشعب أن العمل قد تم قبوله، ومسألة الخطية قد سُوِّيَت بين مُمثل إسرائيل وبين الله. وأخيرًا خطايا الشعب التي اعترف بها على رأس تيس عزازيل كانت تُحمَل إلى أرض قَفرة حيث لا يتسنَّى لشخص ما أن يجدها على الإطلاق. وهكذا كان ضمير بني إسرائيل يتطهر ويستريح من كل الثقل الذي ناخوا تحته إلى ذلك اليوم أمام الله.  

وخاتمة عبرانيين 9 تتفق مع الأربعة الأشياء المُميِّزة لذلك اليوم العظيم. هناك نجد: أولاً أنه كما أن رئيس الكهنة كان يدخل إلى الأقداس بالدم، هكذا المسيح بعد ما قدَّم نفسه لله بلا عيب، دخل إلى السماء عينها، لكي يظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا (ع24). وثانيًا أنه قد أُظْهِر مرَّةً عند انقضاء الدهور ليُبْطِلَ الخطية بذبيحة نفسه، (ع26). وثالثًـا كما نرى في تيس عزازيل، قُدِّمَ المسيح مرة لكي يحمل خطايا كثيرين (ع28). ورابعًا كما أن رئيس الكهنة كان يخرج إلى الشعب لراحة ضمائرهم، هكذا المسيح سيظهر ثانيةً بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه (ع28).

إذن هذا الرمز البديع الذي نراه في يوم الكفارة العظيم قد أصبح حقيقة واضحة في المسيح. فإن كنا لا نزال نرى أن الخطية لم تُبطَل بعد، فنحن نعلم أن العمل الذي هو أساس إبطالها قد تمَّ فعلاً. وإن كان المسيح كرئيس الكهنة لا يزال داخل الأقداس، فإن لنا ملء اليقين، أن علاقتنا بالله قد تأسست بصورة راسخة. وأخيرًا إن خطايانا قد رُفعِت من أمام الله، لا تراها عين الله فيما بعد.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net