الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 11 يوليو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يا صَاحِبُ، لماذا جِئتَ؟
«يَا صاحِبُ، لِمَاذا جئتَ؟» ( متى 26: 50 )
ليس هناك شيء أروع من أن تدعـو شخصًا ”يَا صَاحِـبُ“ حين تعرف أنه يُسلِّمك خيانةً إلى الموت. لم يكن يسوع ينطق بهذه الكلمات من باب السخرية، بل بالحقيقة كان الرب صديقًا ليَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ، حتى لو لم يكن يهوذا صديقًا له. وهكذا هو يسوع لكل إنسان، فهو ”مُحِبٌّ للخُطَاةِ“ بغض النظر عن مدى مقاومتهم له. إن يهوذا، الرسول المُقرَّب ليسوع الناصري، وأمين الصندوق غير الأمين من بين التلاميذ، والواشي بالرب، لديه الكثير ليُعلِّمه لنا مُحذرًا إيَّانا. الأمر الذي يمكن أن يقودنا لأن نُقدِّر بعُمق أكثر ذلك الشخص الذي خانَهُ.

يَهُوذَا كان أحد الاثني عشـر الذين أعطاهم يسوع سلطانًا أن يُخرِجوا الأرواح النجسة، وأن يشفوا كل مرض وكل ضعف ( مت 10: 1 )، لكنه كان في الواقع «ابْنُ الهَلاكِ» ( يو 17: 12 ). إن ابن سمعان هذا كان مُلقبًا ”بالإِسْخَرْيُوطِيُّ“ أو ”إيش قريوت“ والتي تعني ”الذي جاء من قريوت“، و”قريوت“ هي قرية في جنوب يهوذا ( يش 15: 25 ). وبهذا كان يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ من سبط يَهُوذَا كما كان الرب يسوع، لكنه كان مُتمسكًا بمنظومة قِيَم مُضادة، إذ أحب الأشياء التي في العالم.

كان لدى يَهُوذَا محبة للمال، فأصبح أمين صندوق مجموعة التلاميذ الصغيرة. وربما كان لديه طموح نحو السُلطة، والذي اعتقد أنه يمكن أن يتحقق باتباع يسوع الناصري. لكنه عندما رأى أن الكثير من التلاميذ يتركونه ولم يعودوا يمشون معه ( يو 6: 66 )، بَدا من الواضح أن هذه الطموحات أخذت تخفت. في ذلك الوقت أشار يسوع إليه بالشيطان أو المُقاوم، رغم أنه لم يذكره بالاسم ( يو 6: 70 ).

لقد أصبح فيما بعد سارقًا، مُستخدمًا عباءة التقوى ليحصل على مُراده ( يو 12: 6 ). ومحبة المال قادته لأن يخون الرب يسوع من أجل ثلاثين قطعة من الفضة «الثَّمَنَ الكَرِيمَ» كما يعلن زكريا ( زك 11: 13 ). وقد دخلَهُ الشيطان ليتأكد من إتمام الاتفاق المنشود، وهكذا قابل الرب يسوع بقُبلة. وقد حاول الرب يسوع أن يُعيدهُ إلى رُشده بسؤاله «يَا صَاحِبُ، لِمَاذا جِئتَ؟» ( مت 26: 50 ).

جاء ندمه متأخرًا جدًا؛ كان الندم الذي من العالم، والذي يقود إلى الموت، وليس التوبة التي بعمل إلهي كما في حالة بطرس، والتي تقود لحياة جديدة ( 2كو 7: 10 أع 1: 25 ). وبهذا أنهى يَهُوذا حياته كي لا يرى النور مُجدَّدًا. لقد ذهب «إِلَى مَكَانِهِ» في العذاب (أع1: 25)، مثل جميع الذين يصرُّون على مُقابلة محبة الرب بعدم التقدير والازدراء.

توم ستير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net