الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 2 يوليو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العظمة الحقيقية
«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيمًا، يَكُونُ لَكُمْ خادِمًا» ( مرقس 10: 43 )
إن التواضع من أجمل الزهور التي تنبت في روضة القلب المُتجدِّد. نحن كلنا بالطبيعة ميَّالون إلى الكبرياء والخيلاء. وعندما يتملَّكنا روح المسيح، فإننا نُظهِر التواضع والوداعة اللذين كانا دائمًا يتَّسم بهما ربنا المُبارك. وحيثما سادَ روح التواضع هذا، فمِن اليسير أن نغفر لمَن أذانا. قد يبدو للبعض أن هذا خنوع صاغـر، ولكن الأمر على النقيض تمامًا. إن العظمة الحقيقية تتجلَّى في استعداد المرء لإنكار الذات وفي خدمة الآخرين، من أجل ذاك المجيد الذي جاء ليَخدِم لا ليُخدَم، وليبذل نفسه فديةً عن كثيرين ( مر 10: 45 ). إننا لا نستطيع أن نُشارك في عمله الكفاري، ولكن نستطيع، ويجب، أن نقتدي به في حياة خدمته الصابرة من أجل بركة عالم محتاج.

لمَّا شرَع يعقوب ويوحنا يسعيَان وراء المناصب الرفيعة في الملكوت الآتـي ( مر 10: 35 -45)، أظهرا كم كانت معرفتهما بطبيعته ضئيلة. وكان تنبيه الرب يسوع لهما بروح المحبة، لا بروح الغضب، لكي يتعلَّما المعنى الحقيقي للمشاركة في آلامه حتى يشتركا في الأمجاد التي بعدها.

«يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أنْ تَفعَلَ لَنا كُلَّ مَا طَلَبنا». كان هذا الطلب قائمًا على الأنانية والطموح الدنيوي. فبينما كان الأخان، بلا شك، غير واعيين حقيقة حالة قلبيهما، فإن هذا الطلب يُبيِّن كم كان مدى توغلهُّما في فكر سَيِّدهما قليلاً.

«مَاذَا تُرِيدَانِ أن أفْعَلَ لَكُمَا؟». رغب الرب يسوع في أن يكشف عمَّا كانا يُفكِّران به، لذلك ضغط عليهما لكي يصوغا طلبهُما بعباراتهما الشخصية. «فَقَالاَ لَهُ: أَعْطِنَا أَنْ نَجلِسَ وَاحِدٌ عَن يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَن يَسَارِكَ فِي مَجْدِكَ». لقد رغبا أن ينالا خير المناصب وأميَزها في الملكوت الآتي. لشد ما كان إدراكهما ضئيلاً، كم هي مثل هذه المطامح بغيضة للرب يسوع المسيح!

حقًا إن ربنا سيُنعِم على عدد من أتباعه بتكريمات خاصة عندما يأتي ليُقيم ملكوته ( مت 19: 28 ؛ لو19: 17)، ولكن الذين سيشغَلون المناصب آنئذٍ، سيكونون أولئك الذين يَرضون أن يحتلُّوا أوضَع الأماكن في غياب الملك، ومَن كانوا مستعدين للتألُّم، من غير تذمر، من أجله.

«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيمًا، يَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا». إن ربنا نفسه هو المثال الأبرز هنا. فذاك الذي هو ربًا للكل صار خادمًا للكل، ونحن مدعوون لاقتفاء خطاه.

أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net