الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 25 يوليو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هذا يقبلُ خطاةً
«فَتذمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالكَتبَةُ قَائِلِينَ: هَذا يَقْبَلُ خطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!» ( لوقا 15: 2 )
«هَذَا يَقْبَلُ خُطَاةً» .. كانت هذه المسألة قد أصبحت موضوعًا رئيسيًا ومُتكرِّرًا في نزاعات الفريسيين مع المسيح. وكانت واحدة من حفنة شكاوى ما انفكُّوا يُثيرونها عليه، حتى باتت اعتراضاتهم على خدمته في الواقع لازمة ثُلاثية يُمكن التنبُّؤ بها: (1) إنه ينتهك حُرمة السبت ( لو 6: 2 ، 6-11؛ 13: 14؛ 14: 3-6). (2) إنه يُفرِّط في ادِّعاء الحقوق لنفسه ( يو 5: 18 مت 9: 10 -58؛10: 30-33). (3) إنه يُصادق الناس الأردياء (مت9: 10، 11؛ 11: 19).

والقسم الأخير من تلك اللازمة هو ما أطلق شرارة حديث الرب الطويل الذي يبدأ بالمَثَل الثلاثي في لوقا 15. لاحظ أن لوقا يقول: «وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنهُ لِيَسْمَعُوهُ» ( لو 15: 1 ). فقد أقبلوا إليه بمُبادرة ذاتيَّة منهم. ثم إن تعليم المسيح كان هو الذي رَاقهم. لقد أرادوا أن يسمعوا هذا الإنسان الرائع الذي قال – وأثبتَ مُعجزيًّا – بأن له القدرة والسُّلطة لمغفرة الخطايا ( لو 5: 21 -24؛ 7: 48). فإن رسالة الإنجيل – بما فيها من وعد بالحياة الجديدة والصَّفح الكامل والتطهير الروحي – اجتذبت إلى المسيح أولئك الذين سَئموا الخطية.

ولا بد أن روح فرح وابتهاج عجيبة أحاطَت بالمسيح يقينًا كل حين، ولكنها لم تكن من نوع جو الحفلات الصاخب الذي وصفـه الفريِّسيُّون. لقد كانت فرح الخلاص السماوي الخالص. كانت الابتهاج القلبي مِن قِبَل أسرى مُحرَّرين: رجال ونساء عاشوا سابقًا كعبيد أذلاَّء تحت حكم موتٍ روحيّ، والآن أُطلقوا إلى حرية مجيدة وحياة أبدية. كانت بهجة غامرة تسمو فوق السماء والأرض، وتشمل الزمان والأبدية. ولم تكُن بكلِّ يقين أيَّ شيء يُشبه وقار التديُّن الشكليِّ، المُتزمِّت والكالِح والمُقترِن بالغرور.

هذا الواقع لم يُعجِب تُجَّار السُّلطة الدِّينيِّين «فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالكَتَبَةُ قَائِلِينَ: هَذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأكُلُ مَعَهُمْ!». والفعل اليونانيُّ توكيديٌّ، مما يعني أنهم تذمَّروا بانفعال وإصرار، ناشرين بلا شك شكواهم المُرَّة سرًّا بين الجموع كالقيل والقال.

والحقيقة أن المسيح لم يكن بأيَّة حال شريكًا في خطية أيِّ إنسان، بل كان فقط حاملاً خدمته إلى أشد الخطاة احتياجًا. وقد قال: «لاَ يَحْتاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ المَرْضَى. لَمْ آتِ لأدعُوَ أبْرَارًا بَل خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ» ( لو 5: 31 ، 32). إنه كان في مُهمة لفداء الخُطاة «لأَنَّ ابْنَ الإِنسَانِ قَد جَاءَ لِكَي يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَد هَلَكَ» ( لو 19: 10 ).

جون ماك آرثر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net