الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 يوليو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفرخٍ
«نبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ» ( إشعياء 53: 2 )
«نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ»: سَيِّدي وربي ما أكملك إنسانًا! في ظل الحضـرة الإلهية نَمَوتَ (نَبَتَ)، فرخًا أخضـر، قدام عينيه ترعرت. في النعمةِ والقامةِ والحكمةِ تفوَّقت. غصنًا يافعًا، مُحَمَّلاً بالأثمار الإلهية، أصبحت. لذلك دُعيت ناصريًا؛ من باكورة نشأتك؛ أيها الرَّجُل الغصن اسمـه. في حداثتك، في الهيكل نراك، وسط المُعلِّمين جالسًا. فيما لأبيك كائنًا، وكل ما يُرضيه فاعـلاً، وللمطوَّبة مريم ويوسف خاضعًـا. وعلى شاطيء الأردن، نتابع الآب مُعلنًا سروره بنضارة فرخك. أنت السماوي، وسط يبوسة أرض البشر.

خدمتك؛ «مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ»: ما أجوَدك! في شوارع فلسطين جائلاً، للخير صانعًا، ولجميع المُتسلِّط عليهم إبليس، شافيًا. وإذ رُفِضَت خدمتُك سَيِّدي، طلبت أُجرتك، فوزنوا أُجرة موائدك، التي للآلاف صنعت، والمرضى الذين شفيت، والموتى الذين أقمت، والعيون التي خلقت، والألسنة التي فككت، والعظات التي ألقيت، والشياطين الذين طرَدت، فإذا بها ثلاثون من الفضة! ثمن عبد ميت لثور نطَّاح! ما أشدَّه احتقارًا لك سَيِّدي!

كشاة للذبح ساقـوك: ولم يرفضوا خدمتك سَيِّدي، فحسب، بل قرَّروا قتلك. فمِن البستان لحنان ساقوك، وإلى قيافا أرسلوك، وإلى مجمع السنهدريم أصعدوك. وإلى بيلاطس اقتادوك. ومن بيلاطس لهيرودس، ثم لبيلاطس ثانيةً أرجعوك، والحكم بالصلب قَرَّروه، وإلى الجلجثة أخذوك، وعلى الصليب رفعوك. وما تركوك إلا بعدما طعنوك يا سَيِّدي. وما كنت أنتَ المُذنب، بل كنا نحن المُذنبين المُجرمين.

«ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ»: في حُلكَةِ الظلام استجوبوك، وفي العيد حاكَموك، وبتجديف اتهموك، ودون سبب لطموك ولكموك. وبالبصاق غطوك. ودون مُهلة، لإعدام الصلب سلَّموك. ما أقساه ظُلمًا!

فداؤك سَيِّدي: وعن عملك النيابي سَيِّدي، أرى ديَّان البشـرية، واضعًا بيده القدسية، آثام العائلة المفدية، على كاهل ابن البشـرية. فترفعها عن مفدييك. فالخطية ما عادَت علينا، وإن كانت ما زالت فينا. وهي لم تكن فيك سَيِّدي، لكنها وضعت عليك يا حَمَل الله.

«تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا»: والآن بالسلام مع الله، نحن ننعَم، وبسلام الله الفائق للعقول، قلوبنا تُحفَظ ( في 4: 7 ). وسلام المسيح ( يو 14: 27 ) لنا في مرار ظروفنا. وخزانة السلام متروكة ( يو 14: 27 )، للروح القدوس ليَهَبنا منها ما يشاء، وقتما شاء. وحسابات سلامنا كلها مُسدَّدَة، بدم رئيس السلام موقَّعَة، يَوْمَ لأجلها تأدب «تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ».

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net