الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 25 أغسطس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
امتحان الإيمان
«خذ ابْنكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تحِبُّهُ ... وَأَصْعِدْهُ هُناكَ مُحْرَقَةً» ( تكوين 22: 2 )
عندما وَعَد الله إبراهيم بابن، صدَّق الوعد «بَل تَقَوَّى بِالإِيمَانِ مُعْطِيًا مَجدًا للهِ». لكن إذ أخذ هذا الابن وتحقق من صِدق الوعد، أ لم يكن هناك خطر عليه من أن تُلهيه العطية عن العاطي؟ أ لم يكن هناك خطر من أنه يعتمد على إسحاق في تفكيره من جهة النسل المُقبل والميراث العتيد، بدلاً من أن يعتمد على الله نفسه الذي وعدَهُ بالنسل؟

يقينًا أنه كان هناك خطر، ولذلك جرَّب الله خادمه بكيفية كفيلة، أكثر من أي شىء آخر، أن تختبره في الموضوع الذي كانت نفسه مستريحة عليه. كان السؤال العظيم الذي وُضع لقلب إبراهيم في هذه العملية العجيبة هو: ”هل أنت لا تزال سائرًا أمام الله القدير، القادر على الإقامة من الأموات؟“.

أراد الله أن يعرف إذا ما كان إبراهيم يعرف فيه مَن يستطيع أن يُقيم أولادًا من رماد ابنه المُضحى به، كما استطاع ذلك من مُماتية مستودع سارة. وبعبارة أخرى أراد الله أن يُثبت أن إيمان إبراهيم وصل إلى القيامة؛ لأنه لو وقف دون ذلك ما كان يستطيع مُطلقًا أن يُجيب على ذلك الطلب الصعب «خُذِ ابنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسحَاقَ، وَاذهَبْ إِلَى أرضِ المُرِيَّا، وَأَصعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً».

لكن إبراهيم لم يتردَّد، بل لبَّى الدعوة على التو. لقد طلب الله إسحاق، وإسحاق يجب أن يُعطى، ويُعطى بدون أدنى تذمر. لقد كان يستطيع أن يُعطي أي شىء، وكل شيء ما دامت عينه مستقرة على ”اللهُ الْقَدِيرُ“. ولاحظ وجهة النظر التي يتخذها إبراهيم في رحلته هذه «أَنَا وَالغُلاَمُ نَذهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ ثُمَّ نَرْجِعُ». نعم، لقد كان نوعًا من السجود؛ لأنه كان على أهبَّة أن يضع على المذبح، الشخص الذي تركَّزت فيه كل مواعيد الله. فكانت المسألة سجودًا في غاية السمو؛ لأنه كان على وشك أن يثبت، أمام نظر السماء وجهنم؛ أنه لا غرض يملأ نفسه سوى الله القدير. فيا لها من عزيمة! يا له من تكريس نقي! يا له من إنكار للذات!

وهو لا يتعثر في كل المشهد. يشد على الحمار، يجهز الحطب، ويقوم ذاهبًا إلى جبل المُريا؛ كل هذا دون أن يتساءل، مع أنه - على قدر ما ترى العين البشرية - كان على وشك أن يفقد أُمنية أرَّق عواطف قلبه، بل الشخص الذي تتوقف عليه مصالح بيته من كل وجهة.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net