الرب يسوع المسيح هو الباب الوحيد للخلاص «وَلَيسَ بِأَحَدٍ غَيرِهِ الخَلاَصُ» ( أع 4: 12 ). وفي أيام جسده كان يَجول يصنع خيرًا ويشفي جميع المُتسلِّط عليهم إبليس، وكان يُشفق ويتحنَّن على النفوس المسكينة المُثقلة بخطاياها. وعندما كان يأتي الخطاة إليه، كان يُمتعهم بغفران خطاياهم، مثلما قال للمرأة في بيت سمعان الفريسـي: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ .. اِذهَبِي بِسَلاَمٍ» ( لو 7: 48 -50).
وفي يوحنا 10: 9 يتكلَّم الرب عن نفسه قائلاً: «أنَا هُوَ البَابُ. إِن دَخَلَ بِي أحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُـلُ وَيَخرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى». وهذه العبارة تنطبق كل الانطباق على المرأة السامرية التي كان للرب معها لقاء فردي؛ لقد كان هو الباب الذي فتح لها باب الكلام، قائلاً لها: ««أعْطِينِي لأشرَبَ» ( يو 4: 7 ). ثم فتح لها المجال لكي تدخل معه في حديث طويل، فكان من امتيازها ان تتمتع بهذه الأمور الأربعة:
(1) خلُصت: هذا الخلاص حصلت عليه بعد ان اعترفت بحالتها عندما قال لها الرب: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَي إِلَى هَهُنَا». فأجابت مُعترفة بخطاياها قائلة له: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ». فأساس الخلاص من ثقل خطايانا هو الاعتراف «إِنِ اعْتَرَفنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِن كُلِّ إِثْمٍ» ( 1يو 1: 9 ). وكما ورَدَ في مزمور 32: 5 «أعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. ... وَأنْتَ رَفَعْتَ أثَامَ خَطِيَّتِي» ( مز 5: 32 ).
(4) وجدت مرعى: أي وجدت ما يُشبعها ويُرويها من نهر نعمته، لذلك تركت المرأة جرَّتها، فلم تَعُد لها حاجة إلى مياه البئر التي لا تُروي. وقد قال لها الرب: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. لَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ .. يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» ( يو 4: 13 ، 14).