الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 16 سبتمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قيامة المسيح وارتفاعه
«قَدْ قَامَ المسِيحُ مِنَ الأمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ» ( 1كورنثوس 15: 20 )
اتفق اليهود مع بيلاطس على حراسة القبر وحفظه. أما المسيح فلم يكن قد دخل القبر مغلوبًا على أمره حتى يمكن الاحتفاظ به فيه، ولكن كان ذلك منه بمحض إرادته كقوله: «لي سلطان أن أضعها (يقصد نفسه) ولي سلطان أن آخذها أيضًا» ( يو 10: 18 ). فلم يدخل القبر ليبقى فيه بل ليخرج منه كقوله لليهود: «انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أُقيمه ... وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده» ( يو 2: 19 ، 20). وليُخرج أيضًا منه في الوقت المناسب أحباءه المُقيدين فيه، على أن يسبقهم جميعًا في ذلك كما قيل: «إن يؤَلَّم المسيح، يكن هو أول قيامة الأموات» ( أع 26: 23 ). لذلك كعيِّنَة «قام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته .. وظهروا لكثيرين» ( مت 27: 53 ).

لقد بذلَ اليهود كل ما في وِسعهم للتخلُّص من المسيح، فلم يتركوا أمرًا ظنوه مؤديًا إلى غايتهم إلا وعملوه، حتى حراسة القبر. ولكن كل مجهود بذله البشر في جهالتهم وعجزهم لم يقف حائلاً دون حكمة الله وقدرته، فذهبت مجهودات البشر أدراج الرياح، وقام المسيح، وقال الملاك للنساء: «ليس هو ههنا، لأنه قام» ( مت 28: 6 ).

إن قيامة المسيح من الأموات عمل إلهي مَحض يؤمن به أُناس وُدعاء ومتواضعون يطلبون مجد الله. أما المُستكبرون المُقاومون يطلبون مجد أنفسهم، كما قيل عن المسيح إنه «قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين» ( لو 2: 34 ).

وبعد القيامة .. فإننا نذهب إلى مشهد ارتفاعه أمام التلاميذ، إنه يأخذ بمجامع القلوب ويخطف الأبصار شاخصة إليه وهو مرتفع إلى الأعالي، حيث يتوقف البصر عن متابعة الرؤية، وتحلّ محله بصيرة الإيمان مُستقرة عليه في قمة المجد حيث لا نستطيع أن نراه بالعيان. فأُفق العيان تحت السماء، أما هو فقد صعد «فوق جميع السماوات» ( أف 4: 10 ). وهو الآن في يمين الله «إذ قد مضى إلى السماءو ملائكة وسلاطين وقوات مُخضعَة له» ( 1بط 3: 22 ) إذ رفَّعَهُ الله وأعطاهُ اسمًا فوق كل اسم» ( في 2: 9 ).

لقد اجتاز الرب له المجد طريقه بعيد المدى من الأرض إلى السماء كمُحارب ظافر قهرَ بالصليب صفوف الأعداء وأوقعهم في أسره «إذ جرَّد الرياسات والسلاطين. أشهرَهم جهارًا ظافرًا بهم فيه (أي في الصليب) ( كو 2: 15 ).

أنور جورجي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net