الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد‬ ‫27‬ ‫يناير‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫مَن هو أَكبر؟‬
‫«مَن هُوَ أكبَرُ؟ ... أَ لَيسَ الذِي يَتكِئُ؟ ولَكِني أَنا بَينكُم كالذِي يَخدُمُ»‬‫ ( لوقا 22: 27 )
‫ تولَّى أحد الضباط قيادة مجموعة من المُجنَّدين كُلِّفت بإنشاء بعض التحصينات العسكرية في أثناء الثورة الأمريكية. فكان يصـرخ ويزجر بغطرسة وتصلُّف، وهو يُلقي بأوامره إلى الجنود الذين في عُهدته، محاولاً حَملهم على رفع عارضة خشبية ثقيلة، بينما الأمر يحتاج إلى مساعدة من شخص آخر.‬

‫ وبينما الرجال يجاهدون عبثًا لرفع العارضة من مكانها، توقف عابر سبيل، تلوح منه سيماء العظمة والجلال، وسأل ضابط الصف عن سبب عدم مُساعدته لرجاله. فرفع ضابط الصف رأسه بتعالٍ، ومَدّ عنقه بكبرياء، ونفخ صدره كأنه امبراطور، وأجابه: ”أنا عرّيف يا سيدي!“.‬

‫ قال عابر السبيل: ”أ عريفٌ أنت؟! آسف، لم أُلاحظ ذلك“. ثم رفع قُبعته وانحنى قائلاً: ”عفوك أيها العريف!“.‬

‫ خلع ذلك الغريب معطفه، وانحنى وساعد العسكر على رفع العارضة الثقيلة وتثبيتها. وبعد إنجار العمل، ارتدى معطفه، والتفت إلى الضابط وقال: ”أيها السَيِّد العريف، عندما يكون لديك عمل آخر كهذا، ولا يكون عندك رجال يكفي عددهم، فارسل خبرًا إلى قائدك الأعلى، وأنا آتي وأساعدك مرةً أخرى“.‬

‫ بُهت العريف وانعقد لسانه من فرط الذهول والخوف. فالرَّجُل الذي كان يُكلِّمهُ هو ”جورج واشنطن“ نفسه، القائد الأعلى للقوات العسكرية، وأول رئيس للولايات المتحدة، وواحد من أعظم الرجال في التاريخ!‬

‫ أيها الأحباء: إن الله يقيس العظمة بمقدار الخدمة. والعظمة الحقيقية لا تتحقق بالتعالي والترأُس على الآخرين وإصدار الأوامر؛ بل بالخدمة المُضنية الباذلة المُكلّفة. والرب يسوع بنفسه قال: «مَن أَرادَ أَن يكُونَ فيكُم عَظِيمًا فليكُن لكُم خَادِمًا، ومَن أَرَادَ أَن يكُونَ فيكُم أَولاً فليكُن لَكُم عبدًا» ( مت 20: 26 ، 27). ‬

‫ والرب يسوع ـ تبارك اسمه ـ هو قدوتنا ومثالنا الأسمى في هذا الشأن. فمع أنه هو الله، ومع أنه يستحق كل إكرام وسجود وتعبُّد الجميع، فإنه قَبِلَ أن يأتي إلى عالمنا إنسانًا، مُخليًا نفسه من هالة المجد، مُستترًا في الناسوت الذي تهيأ له، وساترًا صورة الله تحت صورة العبد، وأعلن أنه «لَم يَأْتِ ليُخدَمَ بل ليَخدمَ، وليَبذِلَ نفسَهُ فديَةً عن كثيرينَ» ( مت 20: 28 ). لقد كان له مقام السيادة والسلطان، ولكنه تنازل ليشغَل مقام الخادم، فأعطانا قدوة عجيبة ( يو 13: 1 -17).‬

‫ فايز فؤاد‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net