الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأربعاء‬ ‫30‬ ‫يناير ‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫اهرُب إِلى الجبل‬
‫«اهرُب لِحَيَاتِكَ ... اهرُب إِلَى الجَبَلِ لئلا تهلِكَ»‬‫ ( تكوين 19: 17 )
‫ رفض الملاكان أن يظلا في بيت لوط، وقضيا الليلة القصيرة الخانقة في الإلحاح على لوط وتنبيهه إلى يقينية وهول الدمار القادم، حتى إنهما حثاه فعليًا على أن يذهب ليوقظ أصهاره. لكن الحياة المتناقضة غير المُتسقة لا تستطيع أن تجتذب الضال، أو تُنبه النائم لكي يفيق ويصحو تمامًا لنفسه. يقول الناس إننا يجب أن نُساير قليلاً أخلاقيات زماننا، لو أردنا أن نكون مؤثرين في خلاص البـشر، لكن هذا خطأ قاتل، لأننا إذا عشنا في سدوم، لن تكون لدينا قوة لإنقاذ أهل سدوم. لا بد أن نقف خارج سدوم، لو أردنا أن ننقذهم من أعماق الهاوية. نعم، يا مَن تعيشون في سدوم، لا يمكنكم أن ترفعوا مستوى سدوم؛ لكنها بالتأكيد سوف تهبط بمستواكم إلى أسفل، وسوف تسخَر منكم، إذا حاولتم أن تتكلَّموا «فكانَ كمَازِحٍ فِي أَعيُنِ أَصهَارِهِ».‬

‫ لكنه عندما عادَ من مُهمته غير الفعَّالة، كان يبدو أن لوطًا قد أُصيب بنفس روح الشك التي سخَرت من تحذيراته «ولَمَّا توَانى»! كيف يستطيع أن يترك أبناءه، ومتَاع بيته، وممتلكاته، لأجل ما يبدو أنه رحلة مجهولة الغرض «ولمَّا توَانَى، أَمسَكَ الرَّجُلاَنِ بيَدهِ وبيَدِ امرَأَته وبيَد ابنَتيه ... ووضَعَاهُ خَارِجَ المدينَة» ( تك 19: 16 ). كانت هذه مساعدة قدَّماها بأيديهما. وهذا هو إلحاح المحبة الذي لا يمكن إنكاره. كان لدى الملاكان أربعة أيدي فقط، لكن كل يد منها كانت تُمسك بيد الخاطئ المُتواني. هل لنا أن نعرف بشكل أشمَل هذا الحماس والشغَف الإلهي، الذي يُنجي البشر ويختطفهم من النار!‬

‫ إلا أنهما لم يقنعا إلا عندما أخرجا مَن يحمونهم خارج المدينة في أمان. وهكذا نجا لوط من الانقلاب. لكن رغم أنه أُخرِجَ من سدوم، فقد أخذ سدوم معه. ومع ذلك، لا تزال هذه شهادة رائعة على قوة الصلاة التشفعية: أن نعرف أن رجلاً كان مستوى أخلاقياته مُتدنِ للغاية، مع ابنتيه، تم إنقاذهم بسبب شفاعة إبراهيم. وإذا كان قد استقر أخيرًا في المدينة الصغيرة ”صُوغَرَ“، فهذه أيضًا تم استبقاؤها لأجل شفاعة لوط.‬

‫ دعونا إذًا نتعجَّل الخطاة. دعونا نقول لكلٍ منهم: «اهرُب لحَيَاتكَ»؛ الأفضل أن تخسـر كل شيء من أن تخسـر نفسك. لا تنظر إلى الوراء. لا تتوانَ في أي مكان خارج مدينة الملجأ، التي هي الرب يسوع المسيح نفسه. أَسرع! فعادة التردُّد تتقوى، والفرص ستنفد. إن سهم الهلاك قد انطلق بالفعل من قوس العدالة. «هُوَذَا الآنَ وَقتٌ مَقبُولٌ ...» ( 2كو 6: 2 ). ‬

‫ ف. ب. ماير ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net