الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 28 أكتوبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المشي على الماء
«لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خافَ. وَ ... ابتدَأَ يَغرَقُ» ( متى 14: 29 ، 30)
لم يستمر بطرس في النظر ببساطة الإيمان إلى الرب يسوع. هنا أساس سقوطه، ولو كان فقط استمر مُثبِّتًا نظره في سيِّده لأمكنه السير على الماء إلى النهاية، مهما كانت الأمواج مضطربة. فالإيمان يستطيع السير على المياه المضطربة كما على المياه الهادئة، وأما العيان فلا يستطيع السير على أيهما. ليس الأمر مُتعلقًا بحالة الماء، ولكنه مُتعلق بحالة القلب. الظروف ليس لها أي دخل بالإيمان إلَّا بقدر ما تزيد من قوَّته ولمعانه، كلَّما كانت صعبة وشديدة الامتحان.

ولكن الرسول بطرس قد سقط سقوطًا كاملاً في امتحان الإيمان في هذا الظرف المعروض أمامنا. فقد حوَّل عينيه عن الرب - كما نفعل نحن كثيرًا بالأسف - وثبَّتها في الأشياء المحيطة به، والنتيجة كانت أنه في الحال ابتدأ يغرق. وهذا ما لا بد أن يكون دائمًا. فنحن لا يمكننا السير لحظة واحدة إلا إذا جعلنا الإله الحي غطاء لعيوننا. إن الشعار الرئيسـي لحياة الإيمان هو هذا: «ناظرِينَ إِلَى ... يسوعَ». بهذا وحده نستطيع الركض «فِي الجهادِ الموضوعِ أَمامَنا» ( عب 12: 1 ، 2) سواء كانت الطريق وعرة أم سهلة.

لمَّا نزل بطرس من السفينة كان أمامه أمران لا ثالث لهما: إما النظر إلى المسيح وإما إلى البحر الهائج. كان له بأن يقول حقًا في هذه اللحظة: «يا رَبُّ، إِلى مَن نذهَبُ؟». نعم. إلى أين يذهب! لمَّا كان في السفينة كانت أخشابها تفصل بينه وبين الموت، ولكن إذ جاء على الماء لم يبقَ أمامه إلا يسوع. وهل لم يكن في الرب يسوع الكفاية؟ بلى، وكل الكفاية لو أن بطرس فقط استمر واثقًا به. هنا كل السـر. فكل شيء مستطاع لمَن يؤمن. الزوابع تتحول إلى هدوء تام، والبحار المضطربة تصبح كالزجاج، والجبال الشامخة تنبسط مستوية أمام قوة الله التي يأتي بها الإيمان. وبقدر ما تعظم الصعوبات بقدر ما تزداد انتصارات الإيمان لمعانًا.

إن الإيمان يتعامل مع الله مباشرةً، وليس مع الناس أو الظروف. وإذا ما تخلَّينا عن الاعتماد على الله فلا يبقى أمامنا إلا خوف من الماء المُضطرب الذي يحيط بنا من كل ناحية. قد تثبَّت سمعان من صحة ذلك عندما نزل من السفينة ليمشـي على الماء. هكذا كل ابن لله سيتثبَّت من صحته في الدائرة والظروف التي يوجَد فيها. إذا أردنا أن نمشـي فوق ظروف هذا العالم الذي نحن مارُّون فيه، فعلينا أن نكون دائمًا مُثبِّتين نظرنا في «رَئيسِ الإِيمانِ ومُكَمِّلهِ يسوعَ».

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net