الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 أكتوبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تطلعوا وانظروا
«ثمَّ جلَسُوا يَحرُسُونهُ هُناكَ» ( متى 27: 36 )
في سفر المراثي يقول المسيح بروح النبوة: «أَمَا إِلَيكُم يا جَميعَ عَابري الطريقِ؟ تطَلَّعوا وانظُروا» ( مرا 1: 12 ). وعبارة «أَمَا إِلَيكم» تعني ”أمَا يعنيكم هذا؟“، ”تطلَّعوا وانتبهوا“. وفي هذا نقول إن كلمة «يَحرُسونَهُ»، تأتي في بعض الترجمات ”جلسوا يراقبونه“.

لقد كان هؤلاء الحراس على مقربة من الصليب والمصلوب لعدة ساعات، ولكنهم لم يَدروا شيئًا عما كان يحدث هنا بالفعل. لم يعلموا أن ما كان يحدث أمام ناظريهم هو نقطة التقاء الأزل بالأبد، فها الله الظاهر في الجسد أمامهم، وها هو يموت لكي يفدي البشـر. والأمر عينه يحدث اليوم، فهناك مَن ينظر إلى الصليب ولا يرى فيه سوى رجل بريء يموت. هذا الشخص في الحقيقة لم يدرك شيئًا عن مغزى الصلب. وهناك مَن لم يرَ في الصليب سوى مثال للتضحية والبذل والإيثار، ولكنه لم يرَ الموت الكفاري والنيابي للمسيح، هذا أيضًا لم يرَ حقيقة الصليب بعد. وهناك مَن ينظر إليه دون أن تتحرك عواطفه، لكي يهتف مع الرسول: «ابنِ اللهِ .. أَحَبَّنِي وأَسلَمَ نفسَهُ لأَجلي» ( غل 2: 20 ). هؤلاء جميعًا لا يفرقون عن الجنود الرومان الذي جلسوا يُراقبونه، ولكنهم كانوا مراقبين عُمي، فلم يروا شيئًا، وعنهم تنطبق كلمات النبي: «ناظِرٌ كثيرًا ولاَ تُلاحِظُ» ( إش 42: 20 ).

كان الجنود المُكلَّفون بعملية الصلب مُلتزمين بأن يظلُّوا إلى جوار الصليب إلى أن يقضي المصلوب نَحْبُه. وكان عليهم أن يتأكدوا أن أصدقاء الجاني أو أفراد عائلته لا يحاولون إنقاذه أو حتى تخفيف الآلام عنه بتعجيل الموت بطريقة أقل رعبًا. والحراس عند الصليب وعلى رأسهم قائد المئة، كانوا شهود موته، كما أن الحراس عند القبر بعد ذلك صاروا شهود قيامته. أما الحراس عند الصليب فقد فازوا ببعض ثيابه، ولكن تُرى هل فازوا بثوب الخلاص ورداء البر الذي كان المسيح ينسجه لكل تائب مؤمن؟ والحراس عند القبر فازوا بفضة كثيرة (28: 12)، ولكن هل يا ترى حصلوا على الفداء الثمين الذي حصَّله لنا المسيح لا بالفضة والذهب، بل بدمهِ الكريم؟

ليتك أنت أيها القارئ الكريم تنظر نظرات الإيمان، فتخلُص.

عِندَ الصَّليبِ أَجثو لأَشكُـرَ الإِلَهْ
مُخلِّصـي فدانـِي بِسَفكــــهِ دمَـــاهْ
دَعني أُقَضـِّي عُمري أَسجُـدُ فِي خُشوعْ
يَا مَن قضَيتَ عَني يا سَيِّدي يسوعْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net