الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 14 نوفمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رَاعُوثُ وإيمانها
«كَيفَ وَجَدتُ نِعمَةً فِي عَينيكَ حتى تنظُرَ إِلَيَّ وأَنـا غرِيبَةٌ!» ( راعوث 2: 10 )
كان تجاوب رَاعوث مع بُوعَز يُعبِّر عن التواضع، والاعتراف بالجميل. لقد أقرَّت بعدم استحقاقها، وقبلت نعمته. كذلك وثقت في وعوده، وابتهجت بها. لم يَعُد هناك ما يستدعي قلقها، لأن جبار البأس الثري، صاحب الحقل والبيدر والحصاد، سيعتني بها وبِنُعمِي. لقد أعطاها وعده، وقد كانت تعرف أنه شخص محل ثقة.

لم تنظر رَاعوث إلى ماضيها المُحزن، ولا إلى نفسها، فترى أن ما أصابها كان لعنة، بل سجدت عند قدمي سَيِّدها، وسلَّمت نفسها له. لقد حوَّلت عيناها عن فقرها، وركزت على غناه. نسيت مخاوفها، واتكلت على وعوده. أ ليس هذا مثالاً ليَحتذي به شعب الله اليوم؟

ما أكثر الذين يشعرون بالبؤس لأنهم لا يَصغون إلى النصيحة الغالية في عبرانيين 12: 2 «ناظِرِينَ إِلَى ... يَسوعَ»؛ أي لنُثبِّت أعيننا عليه. إنهم يصـرفون الكثير من الوقت في النظر إلى أنفسهم، وظروفهم، وإلى الآخرين. ووبدلاً من الاتكال على كمال إلههم، يركزون على نقائصهم. وبدلاً من رؤية غناه الروحي، يشتكون من إفلاسهم. يذهبون إلى الاجتماعات ليحصلوا على تسديد لاحتياجاتهم، بدلاً من أن يذهبوا ليعبدوا الإله الحي الحقيقي، الأعظم من كل احتياج. وبالتالي يفشلون في عمل ما فعلته راعوث، التي ركزت كل اهتمامها على سَيِّدها «فسقطَت على وجهِهَا .. وقالَت لَهُ: كيفَ وجَدتُ نِعمَةً فِي عَينيكَ حتى تنظُرَ إِلَيَّ وأَنا غريبةٌ!» ( را 2: 10 ). وما أكثر الذين يحتاجون إلى النصيحة التالية: ”انظر لنفسك وامتلئ بالأسى. انظر للآخرين وامتلئ بالإحباط. وانظر ليسوع وسوف تتبارك“.

ولقد كان بُوعَزُ مهتمًا بتسديد احتياجات رَاعُوث ونُعمِي ( را 2: 14 ، 18). حدث كل ذلك لراعوث لأنها آمنت بالله الحي الحقيقي. كان بُوعَزُ يعرف قصة رَاعُوث بتفاصيلها ( را 2: 11 ، 12). كان يعرف كل ما فعلته بحماتها، وكيف تركت أباها وأُمها وأرض مولدها، وسارت إلى شعب لم تعرفه من قبل، وكيف وضعت إيمانها وثقتها في يهوه إله إسرائيل، الذي اتخذت لنفسها حماية «تحتَ جناحَيهِ». وهذا التعبير «تَحتَ جَناحَيهِ» يَرِد في الكتاب المقدس 9 مرات ( را 2: 12 ؛ مز17: 8؛ 36: 7؛ 57: 1؛ 61: 4؛ 63: 7؛ 91: 4؛ لو13: 34؛ مت23: 37). ومن هذه الفصول نرى أن الصورة الجميلة للدجاجة وهي تجمع فراخها للحماية تحت جناحيها، هي نفس الصورة التي يرسمها الروح القدس ليوضح بها عمل الرب نحو المؤمنين، ليجعل نفوسهم تثق فيه.

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net