الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 16 نوفمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المَن وكلمة الله
«فقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: هَا أَنا أُمطِرُ لَكُم خبزًا مِنَ السَّمَاءِ» ( خروج 16: 4 )
إن المَن الذي أعطاه الرب لإسرائيل هو رمز جميل للطعام الذي يعطيه الله لنفوسنا: كلمة الله؛ كل مِن كلمته المكتوبة وكلمته المُتجسِّد. أما عن بعض نقاط التشابه العديدة بين المَن والكلمة المكتوبة باعتبارها الطعام السماوي لشعب الله، فنقول: أولاً: إن المن عطية معجزية؛ «فقالَ الرَّبُّ لمُوسَى: «هَا أَنَا أُمطِرُ لكُم خُبزًا مِنَ السَّمَاءِ» ( خر 16: 4 ). لم يكن المَنّ من منتجات الأرض؛ ولم يكن من انتاج الإنسان؛ لم يكن شيئًا أحضـره إسرائيل معه من مصـر، لأنه لم يكن مَنّ هناك، بل نزل من السماء. كان عطية من الله.

هناك محاولات عدة لشـرح كينونة المَنّ غير العادية. فقال البعض إنه نما على شجرة مُعيَّنة موجودة في البرية؛ لكنهم أخفقوا في شرح كيف أنها أثمرت في الشتاء كما في الصيف، وكيف كانت منتشـرة في كل بقعة من الصحراء، بغض النظر عن المكان الذي نصب فيه إسرائيل خيامهم. أو كيف كان هذا كافيًا لإشباع أكثر من مليوني شخص لمدة أربعين سنة! يا لحماقة كفر الإنسان! إن التفسير الوحيد المعقول للمَنّ هو أن ترى في استمرار توافره معجزة إلهية؛ الله أعدّه وأحضـره بنفسه. وفي هذا كان المَنّ يرمز إلى الكلمة المكتوبة. إن المكتوب هو المَنّ الروحي لنفوسنا، وكل نقطة تُظهر مصدره المعجزي غير العادي. إن الكتاب المقدس مُنتَج معجزي، أُعطيَ بوحي إلهي. لقد أتى من السماء. إنه عطية الله.

من اللافت للانتباه كيف تبرهن الإعجاز في توفير المَنّ. فنقرأ في خروج 16: 16 «هذا هوَ الشيءُ الذي أَمرَ بهِ الرَّبُّ. التقِطُوا منهُ كل واحدٍ على حسَبِ أَكلهِ. عُمِرًا للرأسِ على عددِ نُفوسِكُم تأخُذونَ، كل واحدٍ للذينَ فِي خيمَتهِ». إن العدد الكُلي المُرجح للإسرائيليين الذين خرجوا من مصـر حوالي 2 مليون شخص. حيث كان عدد الرجال القادرين على الخروج للحرب: ست مئة ألف ( عدد 1: 45 -47).

كان ”العُمِرُ“ يُجمَع لكل واحد من أولئك المليوني شخص، و”العُمِرُ“ يساوي ست بينتات (البينت يساوى نصف لتر تقريبًا). فما كان يُجمع يوميًا حوالي 12 مليون بينت، أو 9 ملايين رطل، أي 4500 طن. أي أن عشرة قطارات، كل منها ثلاثين عربة، وكل عربة تحمل 15 طنًا، هو ما كانوا يحتاجونه لمؤنة يوم واحد. وكان إسرائيل يجمع أكثر من مليون طن من المن سنويًا. ولنذكر أن هذا استمر لمدة أربعين سنة! بهذا القدر من الروعة والإعجاز والعمل الإلهي .. هكذا الكتاب المقدس.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net