الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 23 نوفمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تقَّوُوا من ضُعفٍ
«أَخِيرًا يَا إِخوَتِي، تقَوُّوا فِي الرَّبِّ وفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ» ( أفسس 10: 6 )
في رسالة أفسس التي يأخذ فيها الرسول بولس المؤمنين إلى مركزهم في السماويات في المسيح، نُميِّز - بين افتتاحيتها وخاتمتها - ثلاثة أقسام عظيمة: أولها غنى دعوتنا، وثانيها مسؤوليتنا عن السلوك التَقَوي، وثالثها مواردنا في حربنا المقدسة.

وبعد أن تكلَّم الرسول عن وجوب سلوكنا كما يحق لدعوتنا في المسيح، ثم تطرَّق إلى تفصيلات عديدة في حياتنا اليومية والعائلية، أخيرًا دَنا إلى مصدر قوتنا لأجل السلوك اللامع كشهادة للمسيح، وللثبات ضد مكايد إبليس، فيقول: «أَخيرًا يَا إِخوَتِي تقوُّوا فِي الرَّبِّ وفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ». ولسنا في حاجة لأن نقول إن القوة للسير في زمان غربتنا ليست فينا بل في مصدر خارج عنا؛ في الرب رأسنا وحياتنا. فالقوة هي لنا في المسيح. وكل ما نحتاج إليه ليس قوة أكثر بل خضوع للمسيح أكثر حتى تتجلَّى فينا قوته.

«تقوُّوا» فهي عملية استعداد للقوة كل يوم، بل في كل حين، بل كل لحظة، لأننا وإن كنا، نحن السماويين، سيرتنا في السماوات، ومركزنا في المسيح الجالس في السماويات، إلَّا أن أرجلنا تخطو على الأرض، وفينا الجسد، ومن حولنا العالم، وضدنا إبليس وأجناده. وإنه لمن الخداع إن كان أحد يقول إن العالم ليس له إغراء. ومن باطل القول إن يقول أحد إن الجسد في المؤمن أحسن ولو قليلاً منه في غير المؤمن، لأن الجسد هو الجسد في كليهما خدَّاع ونجيس. واختبار كل المؤمنين يؤيد ذلك تمامًا ولا يسكن في جسد المؤمن شيء صالح ( رو 7: 18 ). والشيطان لم يفقد من خبثه وخداعه شيئًا. إنه عدو شرير وخبيث. فقوتنا إذًا ينبغي أن نستمدها لحظة فلحظة من الرب. ونصـرتنا في كل خطوة ينبغي أن نحصل عليها بقوة الرب العامل فينا، هو وحده الذي «يقودُنا في مَوكبِ نُصـرتهِ في المسيحِ كلَّ حينٍ» ( 2كو 2: 14 ). ولنا «الغلَبة» بربنا يسوع ( 1كو 15: 57 )، و «يَعظُمُ انتصَارُنا بالذي أَحبَّنا» ( رو 8: 37 ).

إنها لحقيقة واضحة وأساسية أن قوتنا للعيشة الغالبة اللامعة، هي في ضعفنا الكامل، أي طرح الثقة في ذواتنا بالتمام «لأَنِّي حينما أَنا ضَعيفٌ فحِينئِذٍ أَنا قويٌّ» ( 2كو 10: 12 )، وقوتي ليست في ذاتي، ولا هي نابعة من داخلي، بل هي قوة الرب فيَّ، ولا تجد مجالها إلَّا عندما أتحقق عجزي وضعفي. وبقدر ما أتخلَّى عن ذاتي ومجهوداتي وطرقي للنصرة، أختبر - بهذا القدر - قوة الرب. ههنا قوتي وقوة العبارة: «تقَوُّوا في الرَّبِّ وفي شدَّةِ قوَّتهِ»، «تَقَّوُوا من ضُعفٍ» ( أف 6: 10 ؛ عب11: 34).

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net