الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 30 ديسمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ماذا أُعطيكَ؟
«اسأل مَاذا أُعطِيكَ» ( 1ملوك 3: 5 )
في نهاية كل عام، ومع إشراقة آخر، يتذكَّر كل إنسان كيف مرَّ العام المُنتهي: بحلوه ومُرّه، بنجاحاته وسقطاته، بانجازاته ومفشلاته. ويشكر الرب على ما أُنجزَ، ويتمنى أن يُنجز مزيدًا من النجاح، وتحقيق ما يصبو إليه من آمال وأحلام، ويُصلِح ما فشل فيه، ويُعوِّض الخسائر التي مُنيَ بها في العام المنتهي.

لقد سأل الربُ سليمان في بداية مُلكه، وهو بعد فتى صغير، قائلاً: «اسأَل ماذَا أُعطِيكَ؟» ( 1مل 3: 5 ؛ 2أخ1: 7). فبماذا أجاب؟ لم يطلب لنفسه أيامًا كثيرة، ولا أنفُس أعدائه أو مُبغضيه، ولا غنى وكرامة. مع أن كل هذه أمور طبيعية يطلبها أي ملك، بل أي إنسان يكون في موقع مسؤولية أو سلطة. لكنه طلب «قَلبًا فَهِيمًا» للتمييز، وأيضًا حكمة ومعرفة؛ لكي يدخل ويخرج أمام الشعب. لأجل هذا أعطاه الله ما طلبه، وأيضًا ما لم يطلبه، من غنى وكرامة وحكمة ومعرفة.

عزيزي: لو سألك الرب بمناسبة العام الجديد: «اسأَل ماذَا أُعطِيكَ»، فماذا تطلب؟ هل تطلب غنى أو كرامة؟ أم ترغب في قهر أعدائك؟ أو تتمنى شيئًا ثمينًا؟ أو أن يكون حظك سعيدًا، ويزيد رزقك؟ اسمع قول الرب: «عندي الغِنَى والكرامةُ. قِنيةٌ فاخرةٌ وحَظٌّ ... فَأُوَرِّثُ مُحبِّيَّ رِزقًا وأَملأُ خزائِنَهُم» ( أم 8: 18 ، 20). أم هل تطلب نجاحًا باهرًا في نواحي الحياة؟ تذكَّر ما قيل عن يوسف: «كان الرَّبُّ معَ يوسُفَ فكان رَجُلاً ناجِحًا» ( تك 39: 2 ). إذًا فكل ما ترجوه ستجده عند الرب، فلا تُعَوِّل كثيرًا على الأشياء الوقتية «اطلُبوا أَوَّلاً ملكُوتَ الله وبرَّهُ، وهذهِ كُلُّها تُزادُ لكم» ( مت 6: 33 ). فلا تهتم بالمستقبل! «فيَملأُ إِلهِي كُلَّ احتياجِكُم بِحَسَبِ غِناهُ فِي المجدِ فِي المسيحِ يسوعَ» ( في 4: 19 )، وليس بحسب احتياجكم.

وها عام قد قُضيَ كسابقه من الأعوام التي وَلَّت، بما حمَل فيه من أحداث، سواء طيبة أو سيئة، وهذا يُقرّبنا ليوم اللقاء. ليتنا نرفع أعيننا فوق أمور هذا العالم، ونحن منتظرون مجيء الرب، عاملون بقول الكتاب: «فإن كنتم قد قُمتم معَ المسِيحِ فاطلُبوا ما فَوقُ، حيث المسِيحُ جَالِسٌ عن يمينِ اللهِ» ( كو 3: 1 ).

ها قد دَنا يَومُ اللِّقَا بكوكَبِ الصُّبحِ المُنيرْ
فَالآنَ هيَ ساعَةٌ لنَفتدي الوقتَ القَصيرْ

نشأت راغب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net