الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد‬ ‫10‬ ‫فبراير‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫التاجر واللؤلؤة‬
‫«لؤلؤَةً واحِدَةً كثِيرَةَ الثمَنِ، مَضَى وبَاعَ كُلَّ ما كانَ لَهُ واشترَاهَا»‬‫ ( متى 13: 46 )
‫ في تشبيه التاجر واللؤلوة نرى صورة للرب يسوع وكنيسته، تُذكِّرنا بالآية 2كورنثوس 8: 9 «إنَّكُم تَعرفُونَ نعمَةَ رَبِّنَا يَسوعَ المسيحِ، أَنهُ من أَجلكُم افتقرَ وهو غنيٌّ، لكي تَستغنُوا أَنتم بفَقرهِ». لكن أفسس 5: 25 تذهب إلى أبعد من ذلك، حيث نقرأ «أَحَبَّ المسيحُ أَيضًا الكنِيسةَ وأَسلَمَ نفسَهُ لأَجلهَا». إن هذا لهو أكثر بكثير من مجرَّد بيع كل شيء. فأن تعطي نفسك أغلى جدًا من أن تبيع كل شيء.‬

‫ هناك قصة حدثت منذ أكثر من 2500 سنة مضت وهي تحكي عن أن أحشويرش ملك فارس، كان يُحارب بلدة قريبة منه، وانتصـر عليها، وأَسر حاكمها وامرأته وأولاده. فلمَّا حضـروا أمامه، سأل الحاكم المأسور عمَّا يملكه، فأخبره ذاك بما يملك. عندئذٍ قال له أحشويرش: ها هم أولادك، إنهم أسرى عندي، وأستطيع أن أبيعهم كعبيد، ماذا تُعطي مقابل حرية أولادك؟ فأجاب الحاكم: كل ما أملك. فأجابه أحشويرش: حسنًا. الآن يستطيع أولادك أن يذهبوا أحرارًا، وكل ما تمتلكه هو لي إلى الأبد. والآن ها هي زوجتك، إنها أسيرة عندي، وأستطيع أن أبيعها كأمَّة، فماذا تُعطيني لأجل حرية زوجتك؟ فأجاب الحاكم أيضًا: كل ما أملك. فرَّد أحشوييرش: كلا، إنك لا تستطيع أن تفعل ذلك، لأنك سبقت فأعطيتني كل ما تملك لتشتري حرية أولادك. عندئذٍ قال الحاكم: إنني أُعطي حياتي لأجلها، خُذ حياتي واتركها تذهب حُرَّة. عندئذٍ أمر أحشويرش أن تذهب كل العائلة حُرَّة بلا ثمن. وعندما رجعوا إلى أرضهم، ورأوا أصدقاءهم، تكلَّموا عن أحشويرش، وعظَّموا قوته وغناه ونُبله، لكن على الأخص معاملته الرقيقة معهم. لكن زوجة الحاكم ظلَّت صامتة. فسألها الحاكم قائلاً: أَ لم تلاحظي أي شيء مُميَّز في أحشويرش؟ أجابت كلا. فاندهش وقال لها: لماذا؟ فأجابت قائلة: كيف أستطيع أن أفكر في أي شخص آخر إلَّا في ذلك الشخص الذي كان مُستعدًا أن يبذل حياته لكي يمنحني الحرية؟ ‬

‫ نعم، أن تبذل حياتك لهو أكثر بكثير من أن تبيع كل ما تملك. فلئن كانت كلمة الله تُخبرنا أن الرب يسوع أحب الكنيسة «وأَسلَمَ نفسَهُ لأَجلهَا»، فإن هذا أثمن ممَّا عمله التاجر في متى 13. والثمن العظيم الذي دفعه التاجر الذي هو الرب يسوع، هو كل الغنى الذي كان له كالابن في بيت الآب «مِن أَجلكُمُ افتقرَ وهُوَ غَنِيٌّ». فهل نُدرك أي غنى كان للرب يسوع، وأي فقر قد وصل إليه كيما يمتلكنا نحن الكنيسة، ذاك الذي هو مركز المجد في السماء وعلى الأرض؟!‬

‫ هايكوب ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net