الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الثلاثاء‬ ‫12‬ ‫فبراير‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫الاختطاف والظهور‬
‫«مُنتظِرِينَ الرَّجَاءَ المُبَارَكَ وظُهُورَ مَجدِ اللهِ العَظِيمِ ومُخَلِّصِنا يَسوعَ المَسِيحِ»‬‫ ( تيطس 2: 13 )
‫ بعد اختطاف المؤمنين الحقيقيين إلى السماء، ووقوفنا أمام كرسي المسيح لنيل المكافآت على تعبنا وأمانتنا، ثم عُرس الحَمَل، هذه الأحداث العظيمة، والتي ستكون متزامنة مع أحداث الأرض الرهيبة ”مبتدأ الأوجاع“، ثم ”الضيقة العظيمة“، سوف يتم ظهورنا مع المسيح للعالم، فيتم قول الوحي: «متى أظهِرَ المسيحُ حيَاتُنَا، فَحينَئذٍ تُظهَرُونَ أنتُم أيضًا معَهُ فِي المجدِ» ( كو 3: 4 ). سيكون ظهور المسيح للعالم هو بلا شك أعظم أيَّام التاريخ كلّه، يومٌ فيه الله يُدخل ”البكرَ“ إلى العالم مرَّة ثانية، ويقول: «ولتسجُد لَهُ كُلُّ ملاَئكة الله» ( عب 1: 6 ). وما البكر إلاَّ ربّنا يسوع المسيح!‬

‫ لقد وُلد المسيح مولده المعجزي، فلم يشعر بمولده سوى القليلين، ثم قام من القبر قيامته الظافرة، فأنكر الكثيرون قيامته. لكنَّه سيظهر عن قريب بالمجد والقوة، وستراه كل عين ( رؤ 1: 7 )!‬

‫ إنَّ ذاك الوديع الذي رآه الناس وكأنَّه مجرَّد إنسان، وتطاولوا عليه، وأوثقوه وساقوه، وحاكموه ثمَّ صلبوه. ثم مات ودُفن، وتوارى عن الأنظار. وتوالَت الأجيال، وكل جيل يقول فيه كلمته، وهو صابر، وما زال كل إنسان يقول فيه ما يشاء، وهو صامت؛ سيظهر أخيرًا في قوَّة ومجد كثير. لهذا فإن كان الأتقياء يُحبُّون الاختطاف لكي ما يلتقوا بحبيب قلوبهم، عريسهم السماوي، الذي ارتبطوا به دون أن يروه؛ إلاَّ أنَّهم أيضًا يُحبُّون ظهوره، حيث ستُردّ له اعتبارات مجده أمام العالم. نعم، لا بد من أن يُكرَم أمام الجميع، في مشهد سامٍ بديع. ‬

‫ وعلينا أن نُمَيِّز بين الاختطاف والظهور، فهما حدَثان مختلفان لا حدَث واحد. في الاختطاف سيأتي المسيح ليأخذ إليه قديسيه ( يو 14: 3 )، ويصل إلى طبقة الغلاف الجوي، والمؤمنون سيُخطَفون «لمُلاقَاةِ الرَّبِّ فِي الهوَاءِ»؛ بينما في الظهور سيأتي المؤمنون مع المسيح، ويظهروا للعالم، والمسيح سيصل إلى الأرض وتمس قدماه جبل الزيتون. في الاختطاف سيسعَد المسيح مع عروسه، ولكن في الظهور سيتمجَّد المسيح أمام العالم. الاختطاف سيسبق الضيقة العظيمة، ففيه سينقذنا الربّ من الغضب الآتي، ومن ساعة التجربة العتيدة أن تأتي على العالم كله لتُجرِّب الساكنين على الأرض ( 1تس 1: 10 مت 24: 29 ). وأما الظهور فسيكون «بعدَ ضيقِ تلكَ الأَيَّامِ» (مت24: 29). هذا معناه أن أول حدَث ينتظره المؤمنون الآن هو الاختطاف. آمين تعال أيها الرب يسوع.‬

‫ يوسف رياض‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net