الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الخميس‬ ‫14‬ ‫فبراير‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫إِيليَّا وعوبَديَا‬
‫«فَذهَبَ عُوبَديَا لِلِقَاءِ أَخآبَ وأَخبَرَهُ، فَسَارَ أَخآبُ لِلِقَاءِ إِيلِيَّا»‬‫ ( 1ملوك 18: 16 )
‫ عندما كان عُوبَديا يقف أمام الملك أخآب، كان قلبه يمتلئ بالخوف من الموت، أما إيليَّا فإذ كان واقفًا أمام الله الحي، كان قلبه ممتلئًا بالثقة الهادئة المقدسة. وفي الثقة بالله الحي وقف إيليا ـ من قبل ـ أمام أخآب مُنذرًا إيَّاه بعدم مجيء المطر إلا عند قوله ( 1مل 17: 1 )، وفي كامل الإيمان بالله الحي ظل مُعَالاً من الله طوال هذه المدة التي انقطع فيها المطر، وفي ثقة كاملة بالله ها نحن نراه بعد انتهاء هذه المدة يمضـي ليقف أمام الملك، وفي غير ما خوف، يقول: «إِنِّي اليَومَ أَتَراءَى لَهُ» ( 1مل 18: 15 ).‬

‫ أمام العين البشـرية كان عُوبَديا في حال من الغنى والمركز أفضل من إيليا، الذي كان بحسب الظاهر فقيرًا، لكن الإيمان يحسب دائمًا عار المسيح أعظم من خزائن مصـر. لقد وجد إيليَّا غنىً جزيلاً في بيت الأرملة ( 1مل 17: 8 -16) أكثر ممَّا تمتع به عُوبَديا في بيت الملك. لقد كان لإيليَّا كوار الدقيق الذي لا يفرغ، وكوز الزيت الذي لا ينقص، بل كان له الله الذي يُحيي الميت. أما عُوبَديا فلم يرَ شيئًا من ذلك.‬

‫ المؤمن الذي يهرب من عار المسيح لا يتمتع عمليًا بغنى المسيح الذي لا يُستقصـى. لقد هرب عُوبَديا من تجربة كان يمكن أن تُزكي إيمانه، ومع ذلك خسر مكافأة الإيمان.‬

‫ قيل عن موسى إنه «بالإيمَانِ تَركَ مصـرَ، غيرَ خائف من غَضَبِ المَلكِ، لأَنهُ تَشَدَّدَ، كأنهُ يرَى مَن لاَ يُرَى» ( عب 11: 27 ). وهذا ما نستطيع أن نقوله عن إيليَّا. لقد أعطى ظهره للعالم غير خائف من غضب الملك. وإذا استقر نظره على الله الحي، تشدَّد كأنه يَرى من لا يُرَى. إن هذا كان ينقص عُوبَديا في يومهِ. نعم كان عُوبَديا يخاف الرب سرًا، لكنه كان يخاف من الملك جهرًا. لم يقطع علاقته بالعالم ولذا لم يتمتع بمرأى الله الحي. ‬

‫ أما إيليَّا، فإذ كان في حالة الانفصال عن العالم، استطاع أن يكون في حالة اتصال بالسماء فرأى قوة الله معه ولأجله. أمَّا عُوبَديا فلم يرَ شيئًا من هذا كله لأنه ربط نفسه بالعالم وبالملك الشـرير، فكان كل تفكيره في الأمور الأرضية (ع5). فبينما كان إيليَّا يقصد مجد الرب وخير شعبه، كان عُوبَديا يبحث عن عشب للخيل والبغال.‬

‫ وإذ أبلغ الرسالة إلى أخآب اختفى من المشهد، أما إيليَّا فواصَل طريقه - طريق الشهادة عن الله الحي - حتى انتهت طريقه بالذهاب إلى المجد في مركبة من نار.‬

‫هاملتون سميث‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net