الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫السبت‬ ‫2‬ ‫فبراير‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫المسحة والكأس الملآنة‬
‫«مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأسِي. كَأسِي رَيَّــا»‬‫ ( مزمور 23: 5 )
‫ في مزمور 23: 5 يرسم الروح القدس أمامنا ثلاث بركات ثمينة لنا في خدمة المسيح كالراعي: المائدة المُهيئة، ودهن المسحة، ثم الكأس الملآنة والفائضة. وبركة المسحة المُقدسة تُكلِّمنا عن عطية الروح القدس.‬

‫ لقد مُسِحَ داود وهو فتى صغير، واستمر وهو ممسوح، زمانًا طويلاً متألمًا ومُتغربًا ومُتضايقًا، قبل أن يتحقق القصد من المسحة. قبل أن يملك وقبل أن يتمجَّد، تألم. وكل مؤمن حقيقي مُسِحَ بالروح القدس ككاهن وملك. لكن لم يأتِ بعد وقت المُلك. صحيح أننا في هذا العالم نُعاني مشقات ومقاومات، ولكن يكفي أن الروح القدس ساكن في كل مؤمن. إن كل مؤمن حقيقي قد ختمَهُ الله بالروح القدس. هذه بركة عظيمة، فيجب ألَّا نُعطل عمل الروح القدس في حياتنا «ولاَ تُحزِنُوا رُوحَ الله القُدُّوسَ الذي بهِ خُتمتُم ليَومِ الفدَاءِ» ( أف 4: 30 ) ‬

‫ ومع أن الروح القدس ساكن في كل مؤمن، إلا أننا نحتاج للامتلاء به، فتكون لنا قوة الروح القدس مُجدَّدة باستمرار «تَدَهَّنتُ بزَيتٍ طَرِيٍّ ( يو 16: 14 )، فللروح القدس عمل جديد باستمرار في حياة المؤمن. فهل نحن مُمتلئون بالروح القدس؟ هل عمل الروح القدس غير مُعطَّل في حياتنا بسبب عدم الأمانة؟ يا ليتنا – أيها الأحباء – نُفسح المجال للروح القدس. يقول الرب: «ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأخُذُ مِمَّا لِي ويُخبركُم» ( 2كو 3: 18 ). إنه يكشف لنا عن كمالات المسيح؛ صفاته وسجاياه، محبته ولطفه ووداعته، لكي تنطبع في حياتنا «ونَحنُ جَميعًا ناظرينَ مجدَ الرَّبِّ بوَجهٍ مَكشُوف، كمَا فِي مِرآةٍ، نتغَيَّر إِلى تلكَ الصُّورَةِ عَينِهَا، مِن مَجدٍ إِلَى مَجدٍ، كمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ» (2كو3: 18). إن المؤمن السالك بالاستقامة والتقوى والقداسة هو مؤمن، الروح القدس غير مُعطَّل وغير محزون فيه، فصفات المسيح تنعكس في حياته للآخرين.‬

‫ وكنتيجة للشبع بالمائدة المُرتبة من الرب، وللامتلاء بالروح القدس، تأتي البركة الثالثة: الكأس الملآنة الفائضة، أي حياة القوة والفرح والفيض. قال الرب للسامرية: «مَن يَشرَبُ منَ الماءِ الذي أُعطيه أَنا .... يَصيرُ فيه يَنبُوعَ مَاء يَنبَعُ إِلى حيَاةٍ أَبديَّة» ( يو 4: 14 )، ولكن أكثر من هذا «وقفَ يَسوعُ ونادَى .. إِن عَطِشَ أَحَدٌ فَليُقبِل إِليَّ ويَشرَب. مَن آمنَ بِي ...، تَجري مِن بَطنهِ أَنهَارُ مَاءٍ حَيٍّ» ( يو 7: 37 ، 38)، أي لا يرتوي هو فقط، بل يكون سبب بركة‬

‫ س. هرمز ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net