الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الجمعة‬ ‫1‬ ‫مارس‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫رئيسُ جُندِ الرَّبِّ‬
‫«فقَالَ: كلاَّ، بَل أَنا رَئِيسُ جُندِ الرَّبِّ. الآنَ أَتيتُ»‬‫ ( يشوع 5: 14 )
‫ ها هو رئيس جُند الرب نفسه يأتي ليقود شعبه لامتلاك الأشياء التي لهم. فهو يُقدِّم نفسه لهم «وسَيفُهُ مَسْلُولٌ بيدهِ». وهكذا نجد على الدوام أن المسيح يُقدِّم نفسه حسب حالة شعبه واحتياجهم. فإذا كانوا محتاجين إلى الفداء، فهو فاديهم. وإذا احتاجوا إلى الطعام والإرشاد في البرية، فهو طعامهم ومُرشدهم. لذا عندما كانوا مُزمعين أن يدخلوا في صراع مع العدو، نراه يأتي إليهم وسيفه مسلول بيده ليقودهم إلى النُصرة. ‬

‫ «فسَارَ يشُوعُ إلَيهِ وسأَلَهُ: هَل لَنا أَنتَ أَو لأَعدَائنا؟» (ع13). لماذا يوجّه يشوع هذا السؤال؟ لأنه في حربنا السماوية لا يوجد شيء اسمه حياد، فكل شخص نقابله؛ إما للمسيح أو ضده، وبالتالي فهو إما يعمل للنُصـرة أو للهزيمة، للطاعة أو للعصيان، لذا وَجَب هذا السؤال. لأنه لا يوجد مكان وَسَط للذين يحاربون حروب الرب. فنحن إما للمسيح الذي رفضه العالم، وبالتالي فنحن ضد العالم، وإما للعالم الذي رفض المسيح وبالتالي نكون ضد المسيح. فنحن إما معه أو ضده. أمَّا مُهادنة العالم ومُصادقته، فهى شيء كريه جدًا لدى الرب. ‬

‫ «فقالَ: كَلاَّ، بَل أَنا رَئيسُ جُندِ الرَّبِّ. الآنَ أَتَيتُ». لنلاحظ القول: «الآنَ أَتَيتُ». لقد دحرج الرب عنهم عار مصـر ( يش 5: 2 -9)، وهم الآن يحملون – رمزيًا - علامات الوطن السماوي، بدلاً من علامات عبودية مصر. كما أنهم أكلوا الفصح، وبذلك عايَنوا كمال النعمة الفادية. ثم أكلوا من غلة أرض كنعان، بينما هم يقفون حول الأحجار المأخوذة من حيث وقف التابوت راسخًا في مياه الأردن - مياه الموت - مُعلنة النُصرة على الموت. لذا الآن، والآن فقط، يظهَر رئيس الجُند ليقودهم إلى النُصرة. ‬

‫ «فسَقطَ يَشُوعُ علَى وَجههِ إِلى الأَرضِ وسَجَدَ، وقالَ لَهُ: بماذا يُكلِّمُ سَيِّدي عَبدَهُ؟» (ع14). يا له من وضع جميل يعبِّر عن الطاعة الساجدة! إنه يدخل كنعان كساجد، كما أن أُذنيه مفتوحتان لتسمعا الوصايا الهامة التي يعطيها له رئيس جُند الرب. وفي هذا المشهد المؤثر، نرى شيئًا آخر، لقد أمر الرب يشوع أن يخلع نعله من رجليه لأن المكان الذي يقف عليه هو مقدس. وهنا نرى القداسة التي هي القوة الرئيسية في الصـراع مُقترنة مع القلب الساجد والأُذن المُصغية لِما يُعطيه الرب من إرشادات. وإذا كانت القداسة ضرورية عند خلاص شعب الله من أرض مصـر ( خر 3: 5 )، فكم هي أشد ضرورة الآن وهم يدخلون إلى أرض كنعان؟ ‬

‫ف. ج. باترسون ‍‍‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net