الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد‬ ‫10‬ ‫مارس‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫كفارة وبَديل‬
‫«هُوَ كَفَّارَةٌ لخَطَايَانا. لَيسَ لِخطَايانا فَقَط، بَل لِخَطَايا كُلِّ العَالَمِ أَيضًا»‬‫ ( 1يوحنا 2: 2 )
‫ كثيرًا ما يُسأل هذا السؤال: إن كان المسيح قد مات من أجل جميع الناس، فكيف يُمكن أن يهلك أي شخص؟ والإجابة عن هذا السؤال هي بإظهار الفرق بين الوجه الكفاري والوجه النيابي في موت المسيح.‬

‫ أما الكفارة فهي تلك الناحية لعمل ربنا يسوع على الصليب، التي فيها قَدَّم نفسه ذبيحة، لكي يُمكن لله على أساسها أن يغفر الخطية. أو بعبارة أخرى هي تقديم المسيح ذاته لسداد مطاليب العدل الإلهي، وإيفاء حقوق الله وفائًا تامًا، حتى يمكن للرحمة الإلهية أن تصل إلى الخطاة.‬

‫ إن محبة الله تُريد أن تُسامح الناس على خطاياهم، ولكن ماذا عن عدالته المُطلقة؟ كيف يغفر الله للخاطئ آثامه، وفي الوقت نفسه يظل بارًا وعادلاً؟ هذه الصعوبة قد ذلَّلها الله بموت المسيح الكفاري. لم يكن ذلك الموت واجبًا لازمًا لانتزاع الرحمة من إله لا يشاء أن يرحم. إن موت المسيح لم يُغيِّر شعور قلب الله نحونا نحن الخطاة. لا، لا. على العكس كان ذلك الموت هو التعبير عن محبة الله المكنونة في قلبه نحو الخطاة. لم يكن المسيح المصلوب مُضحيًا بنفسه لتهدئة غضب إله غير محدود، وقد أُهين مجده. إنه هو الله نفسه قد جاء في الجسد لكي يحمل، في شبه جسد الخطية، عقاب الخطية، وهو موت الصليب. وهكذا صفته كالله الذي يمقت الخطية قد وُفيت حقوقها ومطاليبها إلى التمام، كما وُفيت حقوق ومطاليب ناموسه الكامل والعادل. وتداخل الله في قضية الخطية، وسوَّى مشكلتها أمام العالم أجمع، وعلى مدى الأزمان، ليكون الله بارًا ويُبرر كل مَن يؤمن بيسوع المسيح.‬

‫ إذن فذبيحة المسيح الكفارية هي الأساس العادل الذي يقوم عليه الغفران للخاطئ. لا شك أن نعمة الله هي ينبوع خلاصنا، وموت المسيح هو المجرى الإلهي الذي تفيض فيه رحمة الله للهالك. إن الكفارة هي الخطوة المُدهشة التي اتخذها الله بإزاء مذنوبية الناس بصفة عامة. وبفضلها أمكن تقديم عفو شامل مجاني للجميع.‬

‫ أما من الناحية النيابية في موت المسيح فهي تختص بخطوة المؤمن نحو تخصيص موت المسيح لنفسه شخصيًا. إن المؤمن هو الذي يستطيع أن يقول: ”مَجرُوحٌ لأَجلِ معَاصِيَّ، ومَسحُوقٌ لأَجلِ آثَامِيّ. هو حملَ خطايايّ، ووفى ديني. أخذ مذنوبيتي. أحبني وقد غسلني بدمهِ“. هذه لغة مَن وجد بديلاً. وإنها لتبعث في النفس طمانًا وسلامًا. ‬

‫أندرو مِلر‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net