الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأربعاء‬ ‫13‬ ‫مارس‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫المرأةُ والحَية‬
‫«ولكِن لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرسَلَ اللهُ ابنهُ مَولُودًا مِنِ امرَأَةٍ»‬‫ ( غلاطية 4: 4 )
‫ كان غرض الحيَّة في حديثها مع حواء، هو: إسقاطها في الخطية، بعدم الطاعة لوصية الله، وعصيانه. وقد تأثرت حواء تأثيرًا ثلاثيًا:‬

‫ (1) غرَّتْها: «الحَيَّةُ غَرَّتْنِي فأَكَلتُ» ( تك 3: 13 )؛ وهنا نرى العالم في إغرائه: إن حديث الحَيَّة مع حواء عن الشجرة المُنهى عن الأكل منها، أضفى على الشجرة بهجة خاصة أمام حواء، دون كل شجر الجنة «رَأَت المَرأَةُ أنَّ الشجرةَ جيِّدةٌ للأَكل، وأَنها بَهِجَةٌ للعُيونِ، وأَن الشجَرةَ شَهِيَّةٌ للنظَرِ» ولم تكتفِ الحية بهذا الإغراء، بل أقنعت المرأة بأنه بالأكل من ثمرها سيكسب كل من آدم وحواء بصيرة وحكمة إلهية «يومَ تَأْكُلاَنِ منهُ .. تكُونَانِ كاللهِ عَارِفَيْنِ الخَير والشرَّ» وأيضًا، لن تكون هناك عواقب للخطية! «لَن تمُوتَا!». وهكذا جمَّلت الحيَّة الشجرة للمرأة، وخفَّفت نتيجة الخطية. فوقعت المرأة في فخ الإغراء.‬

‫ (2) خدعتها: «كما خدَعَت الحيَّةُ حوَّاءَ بمكرِهَا» ( 2كو 11: 3 )؛ وهنا نرى الشيطان في خداعه: لقد «كانتِ الحيَّةُ أَحْيَلَ جَميعِ حيواناتِ البرِّيَّة»، لذلك استخدمها الشيطان في خداع حواء. فلم يُظهِر إبليس نفسه لحواء كعدو لله، بل كصديق للإنسان! «ولا عجَبَ. لأَنَّ الشَّيطانَ نفسَهُ يُغَيِّـرُ شَكلَهُ إِلَى شِبْهِ ملاكِ نُورٍ!» ( 2كو 11: 14 ). فانخدعت حواء بحيلة الحيَّة ومكرها، وسايرَتها في الحديث، إلى أن أسقطتها الحية بالخديعة.‬

‫ (3) أغوَتها: «المَرأَةَ أُغوِيَت فَحَصَلَت فِي التَّعَدِّي.» ( 1تي 2: 14 )؛ وهنا نرى الجسد في شهواته: استطاعت الحيَّة بحديثها مع حواء، أن تُثير ما فيها من شهوة. مثلما يحدث معنا. وهذه الشهوة من نتاج الجسد. لذلك دَنَت حواء من الشجرة المَنهي عن الأكل منها، فصارت آلة في يد الشيطان! فبدلاً من أن تكون مُعِينًا لآدم، كانت سببًا في سقوطه! «فَأَخذَت من ثمَرِهَا وأَكلَت، وأَعطَت رَجُلَها أَيضًا معَها فأَكلَ .. وعَلِمَا أَنَّهُمَا عُريَانانِ» ( تك 3: 7 ).‬

‫ وهكذا نجد أعداء المؤمن الثلاثة: العالم بإغرائه، والشيطان بخداعه، والجسد بشهواته، وقد تحالفوا ضد الإنسان ليُسقطوه .. وقد كان!‬

‫ وإن كان الشيطان قد أدخَلَ الخطية، وعقوبتها - الموت للإنسان – وذلك عن طريق المرأة، لكن النعمة تنتصـر، لأنه عن طريق المرأة أيضًا، أتى المسيح المُخَلِّص (نسل المرأة) الذي سحَق رأس الشيطان، المُتمثل في الحيَّة ( تك 3: 15 ).‬

‫ نشأت راغب‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net