الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الجمعة‬ ‫15‬ ‫مارس‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫الإقرار بالمواعيد‬
‫«لأني أُومِنُ بِاللَّهِ أَنهُ يكونُ هكَذا كمَا قِيلَ لِي»‬‫ ( أعمال 27: 25 )
‫ تلقى بولس وعدًا خاصًا فأشهَرَ إيمانه بهذا الوعد عَلنًا، قائلاً: أُومن أن الله سيتمم كل صغيرة وكبيرة في ذلك الوعد، وبهذا ختم أن الرب صادق. وهذا ما نحن مُلزمون جميعًا بفعله بكلمات الله التي تناسب حالتنا، وهو ما أقصده بالقول: ”الإقرار بالمواعيد“. ‬

‫ يعطيني صديق ما شيكًا لملجأ الأيتام هذا نصه: ”ادفعوا لأمر المستر/ ت. هـ. سبرجن مبلغ مئة جنيهًا“. اسمه مضمون، والبنك مضمون، ولكني مع ذلك فلا أنتفع من عطاياه بشـيء إلَّا إذا وضعت اسمي أنا على ظهر الشيك. ومع أن توقيع اسمي عمل سهل وهيِّن، إلا أنه لا غنى عنه مُطلقًا؛ آخذ القلم وأوقِّع باسمي فيعطيني الصـرَّاف النقود. ‬

‫ هناك أسماء كثيرة أشرف من اسمي، ولكن واحدًا منها لا ينفع عوضًا عنه. لو كتبت اسم الملكة فلا يُجدي. ولو وضع وزير المالية توقيعه على الشيك فإنه لا يجدي شيئًا. يجب أن أضع اسمي أنا. هكذا أيضًا يجب أن يقبل كل واحد بنفسه وعد الله، ويتخذه ويقرّ به، وذلك بإيمانه هو، وإلا لَمَا نال شيئًا من الفائدة من الوعد. ‬

‫ لو استعَرت بلاغة أعظم الأدباء، وصغت مقالات المديح عن البنك، أو نظمت قصائد الثناء على كرم المُحسن لليتامى، لَمَا أفاد هذا شيئًا، فالحاجة إلى شيء واحد: هو توقيع شخصي يوقعه الطرف الذي باسمه الشيك. التوقيع المُجرَّد الذي يكتبه مُتسلِّم الشيك بيده هو المطلوب هنا، ولا يُقبَل شيء ما عوضًا عنه. ‬

‫ هكذا يجب علينا أن نؤمن بالوعد، كل واحد بنفسه، ونشهد بأنه حق، وإلا لَمَا نلنا أية بركة. لا تقدر الأعمال الصالحة، أو الفرائض الطقسية، أو المشاعر المُبهجة، أن تحلّ محل الثقة البسيطة «يَجبُ أَنَّ الذي يأتي إِلَى اللهِ يُؤمِنُ بأَنهُ مَوجودٌ، وأَنهُ يُجَازي الذينَ يَطلُبونَهُ» ( عب 11: 6 ). هناك أشياء قد تكون أو لا تكون، أما هذا الإيمان فهو واجب الوجود. ‬

‫ هاك نص الوعد على حد التعبير: ”أتعهد بأن أدفع لأي خاطئ يؤمن بي بركة نوال الحياة الأبدية“، وكل المطلوب أن يوقع الإنسان بإمضائه في ظهر الحوالة، أي أن يؤمن بالوعد، ويذهب به إلى عرش النعمة، منتظرًا أن ينال البركة التي احتواها، فينال تلك البركة لأنه مكتوب: «الذي يُؤمِنُ بالابنِ لَـهُ حَياةٌ أَبديَّـةٌ» ( يو 3: 36 ).‬

‫ما أَلَذَّ الاِتكَالَ على سيِّدي المسيحْ‬
‫وبِوَعْدِهِ الكَرِيمِ أَطْمَئِنُّ أَسْترِيحْ‬

تشارلس سبرجن‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net