الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد‬ ‫24‬ ‫مارس‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫صنعوا لهُ عشاءً‬
‫«أَتى يَسوعُ إِلَى بَيتِ عَنيَا .. فَصَنعُوا لَهُ هُناكَ عَشَاءً»‬‫ ( يوحنا 12: 1 ، 2)
‫ دخل الرب يسوع أورشليم بين تهليل الجمهور القائل: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبِّ!». ومع أن الشعب في تلك اللحظة استقبله هكذا، لكن بيتًا واحدًا لم يُفتح في تلك المدينة لاستقباله «ولَمَّا نظَرَ حولَهُ إلى كُلِّ شيء إِذ كانَ الوَقتُ قَد أَمْسـَى، خرجَ إِلى بيتِ عَنيَا» ( مر 11: 11 ). فكان له هناك في بيت عنيا ملجأ ومستقر، حيث أمضـى ساعات قليلة بعيدًا عن العداوة التي كانت تحوطه.‬

‫ وهناك في بيت عنيا «قبل الفِصحِ بستةِ أَيَّامٍ ... صَنعُوا لَهُ هُناكَ عشَاءً» ( يو 12: 1 ، 2). وهناك كان لعازر الذي أُقيم من الأموات، ولكن لم يكن العشاء احتفالاً بقيامة لعازر، بل كان تكريمًا لمَن أقامه؛ «صَنعُوا لَهُ»، وله وحده. ومَن الذين صنعوا له العشاء؟ لا تُذكَر أسماؤهم. وكان مِن اللائق ألَّا تُذكر لكي تبرز هذه الحقيقة العظيمة، وهي أن العشاء قد صُنع ورُتِّبَ لأجله هو وحده.‬

‫ ودون أن تنطق بكلمة، بل بقلب مُفعَم بالمحبة لشخصه، أخذت مريم أعز ما بين يديها «مَنًا من طِيبِ ناردينٍ خالصٍ كثيرِ الثَّمَنِ» ( يو 12: 3 )، وسكبت هذا الطيب على قدمي الرب يسوع. ثلاثمائة دينار كانت تُمثل أجر سنة كاملة تقريبًا، ولكن عند مريم لا ثمين ولا غالي تؤثره على الرب. لقد كان الرب مُزمعًا أن يموت، فكفنَّته مريم بأطياب المحبة. وفي صباح القيامة جاءت نساء بأطياب وحنوط كن قد أعددنها ( لو 24: 1 )، لكن كان مجيئهن متأخرًا؛ كان قد قام. أما مريم فجاءت في الوقت المناسب، وكما قال الرب يسوع: «قَد سَبقَت ودهَنَت بالطِّيبِ جسَدي لِلتكفينِ» ( مر 14: 8 ).‬

‫ في يوم مجده العتيد سيُحيط المفديون جميعًا بالخروف القائم كأنه مذبوح، وهم يرنمون الترنيمة الجديدة، ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوءة بخورًا، ولن يغيب صوت واحد من ذلك النغَم الجامع. أما اليوم – زمان رفض الرب – فكثيرون من خاصة الرب، مثل التسعة بُرص، يفرحون بخلاصهم فقط، وينسون المجيء عند قدمي السَيِّد لإهدائه الحمد والشكر. أَ فما يُقدّرون هذا التعبُّد الخالص الذي يتدفق من قلوب مُعترفة بالجميل؟ هذا التعبد الذي – كطيب مريم – تملأ راحته كل البيت؟‬

‫ أيضًا في الزمان الحاضر، نستطيع أن نُخبِر بموته ونذكره كما أوصانا. أمَّا في السماء فزمان التخبير والذكرى يكون قد مضـى، وفرصة الاستجابة لرغبة قلب الرب تكون قد عبرت. ‬

‫ جورج أندريه‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net