الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الجمعة‬ ‫29‬ ‫مارس‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫أَباكُم يَعلمُ ويعتني‬
‫«فلاَ تهتمُّوا ... أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعلَمُ أَنكُم تحتاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا»‬‫ ( متى 6: 31 ، 32)
‫ فيما يتعلَّق بالمؤمنين بالرب يسوع، تُعتبر الشـركة مع الله كأبينا امتيازًا عجيبًا ومجيدًا. وهناك امتيازات كثيرة متعلقة بهذه الشـركة، إحداها هو أننا أصبحنا نُدرك عناية الآب. وقد تكلَّم الرب يسوع مؤكدًا ذلك، إذ ذكر لتابعيه بأن الله يهتم بالعصافير والزنابق، أ فلا يُقدِّر التلاميذ بأفضل منها؟ ولذلك أضاف قائلاً: «فلاَ تَطلُبُوا أَنتم ما تَأكلُونَ وما تشرَبُونَ ولا تقلَقُوا ... فأَبُوكُم يَعلَمُ أَنكُم تحتاجُونَ إِلَى هذهِ» ( لو 12: 29 ، 30).‬

‫ إننا مُحاطون بمَن يُركز ويُشغل بَاله لسد احتياجاته. أما المؤمن فإنه يجد أن لا أساس لهذا القلق، لأن أبانا يعلَم ما نحتاج! وأيضًا نثق بأن قدرته عظيمة بكفاية لسد احتياجاتنا.‬

‫ وإذ نُقدِّر عناية الآب، فإننا أيضًا نتعلَّم محبته «لأَنَّ الآبَ نَفسَهُ يُحِبُّكم» ( يو 16: 27 ). فبسبب محبة الله المُخلِّصة، فإنه منحنا سترًا لخطايانا بكفارة المسيح. ‬

‫ وإحدى النتائج الهامة للتمتع بمحبة الآب هي أنها تحمينا من محبة العالم. ويَصف الكتاب المقدس العالم – تحديدًا – ضدًا للآب «إِن أَحَبَّ أَحدٌ العالمَ فلَيسَت فيه محَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ ما في العالَمِ شَهوَةَ الجَسَد، وشَهوَةَ العُيونِ، وتعَظُّم المعيشَة، ليسَ من الآب بل من العالَمِ» ( 1يو 2: 15 ، 16). إن العالم يُقدِّم نفسه كمكان لتلبية كل رغبة، وإزاء ذلك يقول البعض: ”لماذا ننتظر الله إذا كنا نستطيع أن نجد السعادة بدونه؟“. ولكن في المقابل فإن التوكيد بأن الآب يُحبنا ويعتني بنا، يُساعدنا أن نغلب مغريات العالم، لأننا نعلم بأننا نستطيع أن نثق به بدلاً من البحث عن احتياجاتنا لدى الغير.‬

‫ ويكتسب الأولاد المعرفة والنصح مما يُجريه معهم آباؤهم من تصحيح لهم، وإن بدَت قاصرة. ويقول الوحي: «أَ فَلاَ نَخضَعُ بالأَولَى جدًّا لأَبي الأَروَاحِ، فنحيا؟» ( عب 12: 9 ). وقد يكون التدريب مؤلمًا، إلا أنه يُنتج ثمر برٍّ حينما نتعلَّمه، كما تعلَّم الرسول بولس أن يثق في نعمة الله بعد أن تقبَّل ”شوكة في الجسد“ ( 2كو 12: 7 -9). وفوق ذلك، فإن تأديب الآب برهان على أننا من عائلته ( عب 12: 7 ، 8)، وتُذكِّرنا بامتيازاتنا بأن تكون لنا شركة معه. ‬

‫ إن أوجه الشـركة مع الآب: عنايته، محبته، وتدريبه، توحي لنا دروسًا نافعة. فحينما نتذكَّر أن أبانا يعرف ظروفنا، فإننا نستطيع أن نتكِّل عليه، وإذ إنه يُقدِّر احتياجاتنا ويعلَم ضعفنا حيالها، فهو بكل تأكيد يُعطينا إيَّاها بطريقة مناسبة، وفي الوقت المُناسب.‬

‫ ستيفن كامبل ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net