الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد‬ ‫21‬ ‫إبريل‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫الله وإنسان!‬
‫«بِالإِجمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التقوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الجسَدِ»‬‫ ( 1تيموثاوس 3: 16 )
‫ في كل حياة الرب يسوع المباركة التي عاشها على الأرض، نجد باستمرار الإعلان الثنائي للاهوته وناسوته الكامل.‬

‫ ففي سن الثانية عشـر تكلَّم بشعور إلهي أنه يجب أن يكون فيما لأبيه، وذلك لمَّا كان في وسط مُعلِّمي اليهود كالحكمة. ومع ذلك كان إنسانًا حقيقيًا، لأنه في إنسانيته الجميلة الكاملة «نزلَ مَعَهُمَا وجاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وكانَ خاضِعًا لَهُمَا» ( لو 2: 46 -51).‬

‫ وقد ذهب إلى عُرس قانا الجليل، واختلط بالمدعوين، وفرح مع الفَرحين، كما بكى مع الباكين. فوجوده في مكان الفرح هذا يُعلن إنسانيته الحقيقية. ولكن هذا الضيف المتواضع هو الله الحقيقي، وقد أعلن نفسه هكذا عندما تنازل وحوَّل الماء خمرًا. في هذا أعلن سلطانه المُطلق وأظهر مجده.‬

‫ وفي مناسبة أخرى إذ كان قد تعب من الخدمة، وقد مالَ النهار، أخذه التلاميذ كما كان في السفينة، وهناك نام على وسادة، مُتعبًا جدًا. في هذا نراه الإنسان الكامل. ولكن عندما أقلق التلاميذ نومه المُريح، نراه كالله، لأنه «قامَ وانتهَرَ الرِّيحَ، وقالَ للبَحرِ: اسكُت! ابكَم! فسَكنَتِ الرِّيحُ وصارَ هُدوءٌ عظيمٌ» ( مر 4: 39 ).‬

‫ ولقد ظهر إنسانًا حقيقيًا كاملاً عندما اقترب إلى قبر حبيبه لعازر وبكى ( يو 11: 35 ). ولكن بعد دقائق نطق بسلطان وقال: «لعَازَرُ، هَلُمَّ خارِجًا!»، فالميت الذي أَنتَنَ، خرج من القبر. وأُقيم لعازر من بين الأموات. وهنا نراه بصفته الله، لأن الله يُقيم الأموات، وهكذا فعل.‬

‫ وحتى في آلامه وعمله الكفاري نراه كالله والإنسان. لقد أتى مُسلِّموه إلى بستان جثسيماني ليمسكوه كإنسان. وباختياره مد يديه إليهم ليأخذوه أسيرًا، وذلك لأن ساعته كانت قد جاءت. ولكن قبل أن يأخذوه قال لهم: «أَنا هُوَ»، فلمَّا قال هذا «رجَعُوا إلَى الوراءِ وسقَطُوا علَى الأَرضِ» ( يو 18: 5 ، 6). لأن الذي أتوا ليُسلِّموه إلى أيدي الأُمم إن هو إلا ”يهوه“. وعلى الصليب تألم كالإنسان، ومنه أعلن نفسه كالله عندما فتح باب الفردوس للِّص التائب. ‬

‫ وما أعظمها تعزية نجدها في هذا الحق وهو أن الرب المُخلِّص هو الله المُتجسد! فكالله صنع الفداء لنا. إن مَن هو بهاء مجد الله ورسم جوهره، قد صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا. وكالإنسان المُمجَّد، المسيح المُقام عن يمين الله، هو الآن مُقدِّس ذاته لأجل خاصته، كرئيس الكهنة العظيم.‬

‫ بللت‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net