الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد‬ ‫28‬ ‫إبريل‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫جثسيماني‬
‫«أَخذ يَهُوذا الجُندَ ... وجَاءَ إِلَى هُناكَ بِمَشَاعِلَ ومَصَابِيحَ وَسلاَحٍ»‬‫ ( يوحنا 18: 3 )
‫ في بُستان جَثسَيْمَانِي التقَت مجموعتان من الناس: الأولى مُكوَّنة من أحباء المسيح، وهو نفسه على رأسهم، والثانية مُكوَّنة من عصابةٍ من الظلام، بزعامة يهوذا الغدار. الأولى لم تحمل مصابيح لأن نورَ العالم معها، أما الثانية فلم تستطع أن تمشـي في الظلمة، لأنها هي ذاتها الظلمة، فحملت مشاعل. وهكذا التقَت المحبة بالبغضة، واجتمع الحق بالباطل، وقُهرت العداوة واندحر الباطل أمام نبع المحبة ومصدر الحق، مجدًا للرب! ‬

‫ يُقَدَّر عددُ الذين خرجوا للقبض على المسيح بحوالي الخمسمائة، حاملين سيوفًا وعصـي. فلأنهم عرفوا بقدرته على إجراء المعجزات، فأرادوا أن يمسكوه بأكبر قوة، لئلا يفلت منهم. والآن لاحظ رفعةَ المسيح «فخرجَ يسوعُ وهوَ عَالمٌ بكلِّ ما يأتي عليه، وقالَ .. مَن تَطلبُونَ؟» (ع4). إن يسوع لا تفاجئه الظروف بل هو يسمو فوقها، ويُسيطر عليها. ‬

‫ إننا لا نقف أمام رجلٍ ضعيف، فلولا أن المسيح سلَّم نفسه، لَمَا نفعت كلُ أسلحة روما للقبض عليه. لقد قال لهم بكل شموخ: «مَن تَطلبونَ؟» (ع4). سألهم، وهو العارف بكل شيء، سألهم حتى لا يتعرَّض الجندُ لأحدٍ من تلاميذه، خرافه الأعزاء على قلبه. ما أكرمك ربًا وفاديًا أيها الرب يسوع المسيح! «أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ النَّاصريَّ. قالَ لَهُم: أَنا هوَ. وكانَ يَهوذا مُسَلِّمهُ .. واقِفًا معَهُم» (ع5). إن التأمل في هذه الأحداث يجعل مشاعري تختلجُ في داخلي تـُجاه ذاك الذي أحبني وأسلَمَ نفسَه لأجلي، وأُصلِّي أن تعمل هذه التأملات فيَّ لأُحب أكثر مَن أحبني إلى المنتهى. ‬

‫ لاحظ أنهم دعَوه «يَسُوعَ النَّاصريَّ»، ولم يعطوه الكرامةَ اللائقة به. رفضوا أن يُسمُّوه المسيح. هذا لا يهم لأن اسمَ يسوع يعلو فوق كلِ اسم. وسيأتي يوم فيه كل الذين فوق الأرض وتحت الأرض، حتى الذين في الهاوية، الجميع سينحنون لاسم يسوع. ولكن الآن الجمعُ الواقف لا يعترف به كالمُخلِّص؛ المسيح ابن الله الحي. ‬

‫ «فلمَّا قالَ لَهُم: إِنِّي أَنا هوَ، رجَعُوا إِلى الورَاء وسَقطُوا على الأَرضِ». مجدًا للرب. في هذه اللحظات التي دعوه فيها «يسوعَ النَّاصريَّ»، كشف عن ألوهيته باعتباره يهوه (أَنَا هوَ)، «رجَعُوا إِلى الورَاءِ وسَقطُوا علَى الأَرضِ» (ع6)، وتبيَّن لهؤلاء أنه هو المُسيطر على الأمور، وأنهم لا يستطيعون أن يمسكوه بدون إذنٍ منه. لم يسقطوا ليتعبَّدوا له، بل سقطوا خوفًا ودهشة. كانوا مضطربين لأنهم لم ينظروا يسوعَ الناصري فحسب، بل رأوا اللهَ الإنسان، ربَ المجد.‬

‫ برنامج كل الكتاب ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net