الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الجمعة‬ ‫10‬ ‫مايو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫ليسَ لي إِنسَانٌ‬
‫«لَيسَ لِي إِنسَانٌ يُلقِينِي في البِرْكَةِ مَتى تحَرَّكَ المَاءُ»‬‫ ( يوحنا 5: 7 )
‬
‫ لقد كان طريق البرَكة إلى ذلك الرجل في متناول يده، وذلك بواسطة ناموس موسى. فقط، كان يلزَم شيء واحد من جانب ذلك الرجل، ولكن ذلك الشـيء الواحد كان ناقصًا تمامًا. لقد كان هذا يتطلَّب أن تكون لديهِ القدرة أن يحصل على المنفعة المُتاحة. كانت حالة ذلك الرجل الراقد جانب البِرْكة تُمثِّل بحق حالة كل إنسان، إذا فُحِصَ بمقتضـى الناموس. فالخطية دمَّرَت قدرتنا على عمل ما يطلبه الناموس. هذا كان واضحًا في حالة ذلك الرجل حتى إنه لم يُشـِر إلى قـدراته هو التي تلاشت، بل اعترف فقط أنه لا يوجد إنسان ليفعل له ما لا يستطيع هو أن يفعله لنفسه، فقال: «لَيسَ لِي إِنسَانٌ يُلقيني فِي البِرْكَةِ متى تحَرَّك الماءُ» (ع7).‬

‫ ولكن، باعترافه هذا، أقرَّ برغـبته في الشفاء، وقد نال شفاءً كاملاً في الحال بكلمة من الرب. فما لم يستطع الناموس أن يفعله له، إذ كان ضعيفًا، بسبب عجز جسده، تم في لحظة بعمل ”ابن الله“ الموجود على الأرض. واستطاع الرَّجُل ليس فقط أن يمشـي، بل أيضًا أن يحمل سريره الذي كان شاهدًا فيما سبق على عجزه. وقد أمره الرب أن يفعل هذا، مع أنه كان يوم سبت (ع9).‬

‫ وكانت شريعة السبت حازمة جدًا. فكل الأعمال ممنوعة حتى التقاط الحطب وإشعال النار. ولذلك أُستُنفِر اليهود عندما رأوا الرجل يحمل سريره. إلا أنه كان لديه إجابة جاهزة وكافية، «إِنَّ الذِي أَبرَأَني هوَ قالَ لِي: احمِل سَرِيرَكَ وَامشِ» (ع11). «أَمَّا الذي شُفيَ فلَم يكن يَعلَمُ مَن هو» (ع13). ولكن بعد ذلك عَرِف «وأَخبرَ اليَهُودَ أَن يسوعَ هو الذي أَبرَأَهُ» (ع15). وكانت غيرتهم على حفظ السبت عظيمة حتى إنه من تلك اللحظة «كانَ اليهُود يَطرُدُونَ يَسُوعَ، ويَطلُبونَ أَن يَقتلُوهُ، لأَنَّهُ عَمِلَ هذا فِي سَبتٍ» (ع16).‬

‫ ولم ينطق الرب بكلمة اعتذار ولا توضيح، إنما أكدَّ ببساطة ما ينقض ذلك البناء من أساسه. فطبقًا لناموس موسى، أُعطيَ السبت كعلامة بين يهوه وإسرائيل كما هو مُوضح في خروج 31: 12-17 مع أنه بُنيَ على راحته عندما أتم الخليقة. أمَّا فيما يتعلَّق بشخصه – تبارك اسمه - فقد أزاح الرب يسوع السبت جانبًا. فحيث إن الخليقة قد غَـزتهـا الخطية، فالآب يعمل ولم يستَرِح، وهو يعمل في شركة مع أبيه، ولا يحفظ السبوت كأنه مرتبط بها.‬

‫ ف. ب. هول‬
 
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net