الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد‬ ‫19‬ ‫مايو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫حَمَلُ اللَّهِ‬
‫«هُوَذا حَمَلُ اللَّهِ الذي يَرفَعُ خطِيَّةَ العَالَمِ!»‬‫ ( يوحنا 1: 29 )
‫ «حَمَلُ اللَّهِ» .. لقب مُبارك ومجيد من ألقاب ربنا يسوع المسيح. وما أكثر ما يُكلِّمنا الكتاب المقدس عنه كالحَمَل. وجميع الحِملان التي قُدِّمت كذبائح في العهد القديم كانت تُشير إلى حَمَل الله المُبارك. ولربما الذبيحة التي اُختيرت لتُذبح من أجل أبوينا في عدن كانت حَمَلاً. ويقينًا الذبيحة الأفضل التي قدَّمها هابيل كانت حَمَلاً. وإبراهيم أيضًا كان يُقدِّم ذبائحه من الحِملان لأن إسحاق قال عندما حمل الحطب إلى المذبح «.. أَينَ الخَرُوفُ لِلمُحرَقَةِ؟»، فأجابه إبراهيم رجل الإيمان العظيم: «اللهُ يَرَى لَهُ الخَرُوفَ لِلمُحرَقَةِ يَا ابنِي» ( تك 22: 7 ، 8).‬

‫ ومَن ذا الذي لا يعرف قصة خروف الفصح؛ ذلك الرمز المُبارك لحَمَل الله، فصحنا الذي ذُبِح لأجلنا؟ ومَن ذا الذي لا يعرف قيمة دمه الكريم الذي يستر كل مَن يؤمن به، وهي الحقيقة الأكيدة الصادقة بالنسبة لنا، كما كان دم خروف الفصح حقيقة للإسرائيلي قديمًا، لأن الله قال: «فَأَرَى الدَّمَ وَأَعبُـرُ عَنكُم» ( خر 12: 13 ). وإشعياء تكلَّم عن حَمَل الله قبل ظهوره بأكثر من سبعمائة سنة، لما قال: «ظُلِمَ أَمَّا هوَ فتذَلَّلَ ولَم يَفتح فَاهُ. كشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبحِ، وكنَعجَةٍ صَامتةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فلَم يَفتح فَاهُ» ( إش 53: 7 ).‬

‫ ويوحنا المعمدان عرفه كالحَمَل «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الذي يَرفَعُ خطيَّةَ العَالَمِ!» ( يو 1: 29 ). كانت هذه صيحة فرح من قلب يوحنا. وفي الغد لمَّا أشار إليه مرة أخرى قائلاً: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ!» ( يو 1: 36 )، سمعه اثنان مِن تلاميذه، فتبعا يسوع، وتمتعا بحضـرته ذلك اليوم. وما زالت لرسالة حَمَل الله ذات القوة الجاذبة دون أية رسالة أخرى. وبطرس الرسول يكتب عن الفداء الذي ليس بأشياء تفنى كالفضة والذهب، بل بدم المسيح الكريم «كمَا مِن حَمَلٍ بلا عَيبٍ ولا دنَس، دمِ المسيحِ، مَعرُوفًا سَابقًا قَبلَ تأسيسِ العالمِ، ولكن قد أُظهِرَ في الأَزمنة الأَخيرةِ مِن أَجلِكُم (من أجل المؤمنين)» ( 1بط 1: 18 -20).‬

‫ إن حَمَل الله مستحق لكل عبادة وسجود وكرامة وحمد. وفي آخر سفر من أسفار الكتاب المقدس نجد هذا السجود، فيه يُذْكَر الحَمَل ثماني وعشـرين مرة. هناك نقرأ عن الحَمَل الذي ذُبِحَ، وأن البركة والمجد والقوة له، وأنه هو الذي يفك ختوم السفر السبعة، وأن جموع المفديين يُبيِّضون ثيابهم في دمهِ، وأن لهذا الحَمَل عُرسًا عتيدًا أن يكون، وأن هذا الحَمَل هو سراج أورشليم الجديدة. وفي أورشليم الجديدة هذه سيكون عرش الله والحَمَل.‬

‫ ت. ب. هادلي ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net