الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الاثنين‬ ‫17‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫المواهب والطاقة‬
‫«دَعَا عَبِيدَهُ وسَلَّمَهُم أَموَالَهُ ... كُلَّ وَاحِدٍ على قَدرِ طَاقَتهِ»‬‫ ( متى 25: 14 ، 15)
‫ لقد سلَّم السيد وزناته لعبيده، وكان لديه التمييز، الذي مَكَّنَه أن يُقدِّر قدرة كلٌ منهم، وهكذا أعطى «كُلَّ وَاحِدٍ علَى قَدر طاقَتهِ» ( مت 25: 15 ). ونستطيع أن نُمَيِّز بين المواهب التي يمكن أن تُوهب لنا، وبين الطاقة التي نمتلكها. فطاقتنا يمكن أن تُغطي إمكانياتنا الطبيعية، وأيضًا الروحية، وإذا لم تسمح طاقتنا أن يكون لنا خمس وزنات، أو حتى اثنتين، فهذه قد تكون عبئًا علينا، فالرب يعرف هذا، ويكتفي بإعطائنا واحدة. ‬

‫ وقد أظهر العبدان اللذان أخذا الخمسة وزنات والوزنتين قدرًا متساويًا من الاجتهاد. وقد نجح كل منهما في مضاعفة الوزنات التي أُوكلت إليه، وعندما عاد سيدهما اشتركا بنفس الدرجة في المدح والمكافأة. ولنلاحظ أيضًا هنا أن المقارنة ليست بين الأكثر أو الأقل أمانة أو اجتهادًا، والتي قد تميز بين العبيد الحقيقيين، ولكن المقارنة هي بين العبيد الحقيقيين، مع أن مقاييس قدراتهم تفاوتت، وبين ذاك الذي لم يكن عبدًا حقيقيًا على الإطلاق. فذاك الذي استلَم الوزنة الواحدة طمرها في الأرض، ولم يستخدمها لصالح سيده، وقد فعل هذا لأنه لم يكن له معرفة حقيقية بسيده. وادّعى أنه يعرف عن سيده أنه إنسان قاسِ، فخاف منه. وقد حاسبه السيد على أساس المعرفة التي ادّعى أنه يمتلكها، وبيَّن أن مزاعمه تزيد من جسامة جُرمه، لأنه إذا كان إنسانًا قاسيًا ـ كما ادَّعى العبد - فهذا مَدْعاة أكثر أن يجتهد في استخدام الوزنة التي أؤتمن عليها.‬

‫ وفي الحقيقة، أن السيد كان أبعد ما يكون عن أن يكون إنسانًا قاسيًا، وتشهد على ذلك معاملته لعبيده المُخلِصين الأُمناء. وحقيقة الأمر هي أن ذلك العبد، لم يكن له معرفة حقيقية بسيده، ولا ارتباط حقيقي به. والنتيجة هي أنه خسـر كل ما أؤتمن عليه، وألقى به في الظلمة الخارجية حيث «يَكُونُ البُكَاءُ وصَرِيرُ الأَسنَانِ» (ع30). ‬

‫ وفي المَثَل المُماثل المُسجل في لوقا 19 جرى التمييز بين العبيد المختلفين على أساس درجة غيرتهم وإخلاصهم، وطبقًا لها تحدَّدت مكافأتهم. والعبد الذي أُعطيَ «مَنًا» واحدًا خسـر، ولكنه لم يُطرح في الظلمة الخارجية. وفي كِلتا الحالتين، كان الفشل من جانب الشخص الذي أُعطي الأقل. وإذا فحصنا قلوبنا، نجد أنه إذا كنا قادرين على الأشياء الصغيرة فقط، يكون ميل قلوبنا ألَّا نفعل شيئًا. وبالتأكيد، سيُكرم الرب الخادم، صاحب القدرات القليلة، ولكنه يؤدي العمل الصغير بغيرة وإخلاص.‬

‫ ف. ب. هول‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net