الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأربعاء‬ ‫19‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫رسالة رجاء‬
‫«لاَ تخَفْ يَا بُولُسُ .. هُوَذا قَد وَهَبَكَ اللهُ جمِيعَ المُسَافِرِينَ معَكَ»‬‫ ( أعمال 27: 24 )
‫ هذا ما حدث مع بولس ورفقائه المسافرين معه في السفينة، حينما كان أسيرًا مُرسَلاً ليُحاكَم في رومية أمام قيصـر (أع27). فقد انتُزع كل رجاء في نجاتهم بسبب الريح الزوبعية التي تُعرف باسم «أُورُوكْلِيدُونُ». عندئذ سلَّموا تسليم اليأس، وفقدوا كل رجاء. نعم فمن أين يأتي الرجاء في مثل هذه الأحوال؟ أ ليس من الطبيعي أن يكون المصير هو الهلاك المُحتم؟ لكن وبينما الجميع فاقدين لكل رجاء، تأتي كلمة الله كالنور الذي يمحو ظلمة الطبيعة، بل ظلمة جهل الإنسان لتُعلن أن هناك رجاء للخلاص والإنقاذ، لكنه خلاص بذلك الشخص الذي يعرفه بولس والذي يعبده ويخدمه، فقد وقف ملاك هذا الإله ليعلن لبولس أنه لا تكون خسارة نفس واحدة من المسافرين إلَّا تحطم السفينة فقط. وقد تبرهن قوة وصدق هذا الوعد المُقدَّم للرسول الأسير إذ الجميع نجوا إلى البر (ع24، 44).‬

‫ ولا شك أن معظم هؤلاء الأسرى الذين كانوا مع بولس كان لكل منهم إله يعبده. فهل أرسلت هذه الآلهة رُسلاً لعابديها، كما أرسل إله بولس رسولاً له؟ أو هل استطاعت إنقاذ عابديها كما فعل إله بولس؟ إن الرسول الأسير وهو ينطق بكلمات الرجاء أمام جميع المسافرين من الوثنيين، كأنما يريد أن يقول إن الإله الذي يعبده، والذي وعد بخلاصهم من البحر، يستطيع إن آمنوا به، أن يمنحهم خلاصًا أبديًا من البحيرة المتقدة بالنار والكبريت.‬

‫ ولا شك أن هؤلاء المسافرين مع بولس قد عرفوا شيئًا عن سبب ذهاب بولس ليُحَاكم في رومية. وكما وصلت بشارة الخلاص الأبدي بالمسيح يسوع للسجان، فآمن وتهلَّل مع جميع بيته، هكذا نجد أن رسالة الخلاص والرجاء التي وصلت للجميع بواسطة بولس قد ألقت بظلالها المُفرحة على الجميع، إذ صاروا مسـرورين (ع36). فها هي نتيجة الخبر الطيب. والروح القدس في يومنا هذا لا زال يُقدِّم ذلك الخبر السار ألا وهو خلاص النفس التي تؤمن بالمسيح، خلاصًا أبديًا؟ أوَ ليس غاية الإيمان هو خلاص النفس ( 1بط 1: 9 )؟ وبعد ذلك أخذوا طعامًا: فقد تفتحت الشهية لتناول الطعام (ع36). وهكذا نجد أن الفرح الحقيقي الناشيء عن الإيمان بالمسيح، يقود النفس لاشتهاء كلمة الله، فهي غذاء القلب، وقوة للحياة الجديدة في المسيح يسوع.‬

‫ فهل تمتعت أيها القارئ العزيز بالخلاص المُقدَّم لجميع المسافرين في هذا العالم؟ وهل عرفت أين ستستقر قدماك؟ ‬

‫جوزيف وسلي‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net