الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 16 يوليو 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَمَا يَهُمكَ؟
«يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَننا نهلِكُ؟» ( مرقس 4: 38 )
هبوب الريح إشارة إلى الحرب الروحية المُنظَّمة؛ فإبليس يصفه الكتاب المقدس أنه «رئيسَ هذا العالَم» ( يو 14: 30 )، «إِلهُ هذا الدَّهرِ» ( 2كو 4: 4 )، «رئيسِ سُلطانِ الهواءِ» ( أف 2: 2 ). وهو يقود جيشًا منظَّمًا ضدنا من رؤساء وسلاطين وولاة وأجناد، ويُثير حربًا مستمرة شرسة علينا، يُوَّجه فيها سهامه الشـريرة المُلتهبة لأفكارنا وأذهاننا ومشاعرنا وعواطفنا ليجعلنا نخاف ونرتعد.

وفي معجزة إسكات عاصفة البحر ( مر 4: 35 -41)، نرى كيف استطاع إبليس أن يُزعزع سلام التلاميذ، مع أن رئيس السلام كان معهم في السفينة! وقد فعل هذا عن طريق أمرين: الأمر الأول هو إثارة الرياح المُخيفة. فإبليس، رئيس سلطان الهواء، أهاج ريحًا شديدة على البحيرة؛ فهاجت الأمواج، وكانت تضـرب السفينة، حتى صاروا في خطر. والأمر الثاني هو إثارة الأفكار المُخيفة. فالريح وحدها ما كانت تستطيع أن تسلب سلامهم وأفراحهم، فسَيِّدهم معهم ولم يتركهم. ولكن إبليس، الذي لا نجهل أفكاره، استطاع أن يُحوِّل أذهانهم عن بساطة الإيمان في المسيح، فصوَّب إلى أذهانهم سهام الأفكار المُلتهبة مثل: (1) أفكار التخويف؛ أنهم حتمًا سيهلكون، مع أن الرب وعدهم بالاجتياز للعبر. (2) أفكار التشكيك في محبة الرب واهتمامه «يا مُعَلِّمُ، أَمَا يهُمُّك؟» (3) أفكار التشكيك في قدرة الرب وسلطانه «أَنَّنا نَهلِك؟». وهكذا استطاع أن ينزع سلامهم.

وبنفس الأسلوب – يا أخي العزيز – فإن إبليس وجنوده يُهيّجون الظروف من حولنا، والأفكار داخلنا، لكي نتشكك في مَعية الرب معنا، وفي محبته وصلاحه نحونا، وقدرته وسلطانه على ظروفنا، فنخاف ونرتعب. ولهذا عندما قام الرب، انتهر الريح من حولهم، وقال للبحر: «اسكُت! ابكَم!». وانتهر الأفكار في داخلهم قائلاً: «ما بالكُم خائفِينَ هكذا؟ كيفَ لا إيمَانَ لكُم؟» ( مر 4: 39 ، 40).

فماذا يفعل الإنسان المسكين وسط سيول الدينونة الإلهية الآتية لا محالة، وأمواج الاضطرابات العالمية المتفاقمة من حوله، وأعاصير الرياح الشيطانية التي لا تهدأ؟ فعندما ينظر فوقه يجد السماء ترعد. وعندما ينظر حوله يجد الرياح تعصف. وعندما ينظر تحته يجد الأمواج تقذف. فيصـرخ قائلاً: هل مِن خلاص؟ هل مِن أمان؟ هل مِن سلام؟ أين المفر؟ وإلى أين أذهب لأحتمي؟ وهنا يأتيه الجواب الإلهي: «اِسمُ الرَّبِّ بُرجٌ حَصِينٌ يَركضُ إِليهِ الصِّدِّيقُ ويتمَنَّعُ» ( أم 18: 10 ).

مجدي صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net