الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 21 يوليو 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وادي قدرون
«خرَجَ ... إِلَى عَبرِ وادِي قَدرُونَ، حَيثُ كَانَ بُستانٌ دَخلَهُ هُوَ وتلاَمِيذهُ» ( يوحنا 18: 1 )
«خرجَ ... إلَى عَبرِ وادي قَدرُونَ، حيثُ كانَ بُستانٌ دخلَهُ ..». هنا نرى مزيجًا رائعًا من عظمة المسيح ووداعته. ويبدو وكأنه قضـى لياليه تحت ضوء القمر مُصلّيًا. وفي تلك الليلة، وقمرُ الفصح يسطعُ بجماله وكماله، ذهب المسيح مع تلاميذه الى عبر وادي قدرون الذي يمتد من شمالي أورشليم إلى جنوبها، مُنتهيًا في البحر الميت. وهو عادةً يكون جافًا مدةَ تسعةِ أشهرٍ من السنة. وفي الأشهر الثلاثة الباقية يكون جدولاً يؤدي إلى بستان جثسيماني، حيث تعوَّد المسيح أن يجتمع فيه مع تلاميذه، بما فيهم يهوذا الإسخريوطي. ولماذا ترك أورشليم وخرج إلى عَبر وادي قدرون؟ يبدو أن هذه كانت عادةً عنده «وكان يهُوذَا مُسَلِّمُهُ يعرِفُ المَوضع، لأَنَّ يَسُوعَ اجتمعَ هُناكَ كثيرًا مع تلاميذهِ» ( يو 18: 2 ). ويُخبرنا لوقا في إنجيله ما يلي: «وكان في النَّهَار يُعَلِّمُ فِي الهيكلِ، وفِي اللَّيلِ يَخرُجُ ويَبيتُ فِي الجبَلِ الذي يُدعَى جبلَ الزيتونِ»، وأيضًا: «وخرَجَ ومضـَى كالعادَةِ إِلَى جبَلِ الزيتونِ» ( لو 21: 37 ؛ 22: 39).

ووادي قدرون يقع بين جبل الهيكل وجبل الزيتون، وهكذا احتاج أن يعبر وادي قدرون ليذهب الى جبل الزيتون وقد تعوَّد هو وتلاميذه أن يذهبوا هناك. والرب عبر وادي قدرون بعد أن أحاك يهوذا مؤامرةَ خيانة الرب، ووادي قدرون يعني ”وادي الكدَر“ أو ”الوادي الأسود“. وهناك شخصٌ آخر عبر هذا الوادي في القديم بعد خيانته؛ إنه الملك داود الذي كان هاربًا من ابنه أبشالوم الذي قام عليه، بعد أن خانه صديقُه ومُشيرُه أخيتوفل. وحسب معرفتنا فإن المسيح لم يَقضِ ولا ليلةً واحدة في أورشليم. في الأسبوع الأخير قبل الصليب كان يبيت عند أحبائه في بيت عنيا. وحتى في الليلة الأخيرة ذهب إلى بستان جثسيماني؛ إلى ذلك المكان الهادئ، ليُعطي فرصةً لأعدائه أن يقبضوا عليه. كانوا يريدون القبض عليه إلا أنهم كانوا يخافون الجمع.

ونلاحظ أن يوحنا لا يذكر لحظات العذاب في هذا البستان، وصلاته الحارة للآب. وبدلاً من ذلك فهو يذكر المجد ويُشدِّد على ألوهية المسيح. ونلاحظ أن المسيح لا يُقاوِم؛ إنه الحَمَل الوديع الذي سيق للذبح وهو صامت. النُبل والكرامة اللذان أحاطا به وقتئذٍ كانا هائلين. ومن الجدير بالذكر أن يوحنا هو الوحيد الذي أعلَمنا أن في هذا المكان بستانًا. ففي القديم سقط آدم الأول في بستان، وصار سقوطه عارًا على البشـرية كلِّها، والآن نرى آدمَ الأخير- يسوع المسيح – ينتصـر في بستان أيضًا، فأضحَت نصرتـُه مجدًا وفخارًا لأتباعه.

برنامج كل الكتاب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net