الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 13 أغسطس 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في الصبحِ باكرًا جدًّا
«فِي الصُّبحِ بَاكِرًا جِدًا ... مَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خلاَءٍ، وكَانَ يُصَلِّي هُناكَ» ( مرقس 1: 35 )
العبارة المُقتبسة في رأس الكلام هي آية جميلة، فقد كانت ثَمة مدن كثيرة تنتظر زيارة الرب، حيث الكثير من الخدمة ليعملها، وحيث الكثير من الأعواز ليُسددها، والكثير من الأدواء ليُداويها. كان بؤس الجموع يحدق به مع بزوغ النهار، ولكن ما كان ممكنًا أن يُفاجأ أو يرتبك، ذلك لأنه قام قبل الجميع، وحصل على الإعداد الكافي لمقابلة كل واحد. وهكذا كان يتزوَّد بمدَد كل يوم لأعواز يومه. لقد رأى كل هذه الاحتياجات في وقت شركته مع أبيه؛ حالة كل فرد مرَّت أمامه، وكانت موضوع شفاعته في موضع الخلاء هذا الذي قصده للصلاة.

ويُذكِّرنا إشعياء 50: 4 بقوة مباركة بهذه النقطة «أَعطانِي السَّيدُ الرَّبُّ لسانَ المُتعلِّمينَ (التلاميذ) لأَعرفَ أَن أُغيثَ المُعييَ بكلمَةٍ. يُوقِـظُ كلَّ صبَاحٍ، يُوقِـظُ لِي أُذُنًا لأَسمَعَ كالمُتعلِّمينَ». يا له من وصف رائع لحياة وخدمة ربنا المبارك على الأرض! ولكنها ليست أقل روعة من حياته الآن في المجد حيث يشفع فينا. والشفاعة هي شركة؛ هي شركة بين الشفيع والله الذي يتشفع لديه بخصوص أغراض شفاعته ( لو 22: 32 ). والشفاعة تُعمل وتُقبل قبل أن تثور الحالة بحدَّتها وقوتها. قال الرب لبطرس وهو غير واعٍ: «ولكني طلَبتُ مِن أَجلِكَ لكي لا يَفنى إِيمَانُكَ» (لو22: 32). وسرعان ما نام بطرس كما لو كان ليس ثمة حاجة لديه للصلاة.

وما أعظم التشجيع الذي نجنيه عندما نتفكَّر في اتضاعه أثناء حياة خدمته على الأرض، مُسلِّمًا نفسه لأجلنا، لأنه في هذه الخدمة أظهر نفسه. وهو هو لم يتغيَّر، وجاهزيته لتسديد كل احتياج الآن مثلما كانت يومها. والنعمة ذاتها هي هي غير متغيّرة. فإذا كان الآلاف من قديسي الله المُثقلين بالأحمال والأنين وحمل الهموم وما أشبه مما يكتم نور الله فيهم، فكم نوّد أن ينهضوا ويحيوا، وأن يرفعوا رؤوسهم بانتصار، ليُغنوا بدلاً من أن يئنوا. ولن يتأتى ذلك إلا بإدراك هذه الحقيقة العظيمة؛ لقد نهض الرب قبل أن تقوم أعوازهم، وعلِم بها قبل أن تثور لتربكهم وتُحيِّرهم أثناء النهار. لا ينبغي أن يكون ذلك مَحض مادة إيمانهم الذي يقبلون به على مضَض، بل هو اقتناع عميق في أغوار النفس، والذي يدفعهم بدوره إلى طرح كل أثقال اليوم في باكورته على الرب، وأن يلقوا بهمهم عليه.

ج. ت. ماوسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net