الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 22 أغسطس 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نعمِي وشهادتها
«قَامَتْ .. وَرَجَعَت .. لأنهَا سَمِعَت... أَنَّ الرَّبَّ قَدِ افتقَدَ شَعبَهُ لِيُعطِيهُم خبزًا» ( راعوث 1: 6 )
سمعت ”نُعمِي“ أن المجاعة في بيت لحم انتهت. وعندما عرفت هذه الأخبار السارة، قرَّرت أن تعود إلى موطنها. هناك دائمًا ”خبز يكفي ويفضل“ حينما نكون في إرادة الآب ( لو 15: 17 ). يا له من أمر مُحزن أن يكتفي البعض بالسمع عن بركات الله دون أن يختبروها، فقط لأنهم ليسوا في المكان الذي يمكن أن يباركهم الله فيه!

إذا كنا قد عصينا الله وتخلَّينا عن مشيئته، علينا أن نعترف بخطيتنا، ونعود إلى مكان البركة. لقد كان لا بد أن يترك إبراهيم مصـر، ويرجع إلى مكان المذبح الذي تخلَّى عنه ( تك 13: 1 -4). وكان على يعقوب أن يعود إلى بيت إيل ( تك 35: 1 ). وكانت طِلبة الأنبياء المُتكرِّرة لشعب الله «ليَترُك الشِّـرِّيرُ طَريقَهُ، ورَجُلُ الإِثمِ أَفكارَهُ، وليَتب إلى الرَّبِّ فيرحَمَهُ، وإِلى إِلَهِنا لأَنهُ يُكْثِرُ الغفرانَ» ( إش 55: 7 ).

كان قرار ”نعمِي“ - بالرجوع إلى بيت لحم – صائبًا، لكن دافعها كان خاطئًا. كانت لا تزال تهتم أولاً بالطعام، وليس بالعلاقة مع الله. فلم نسمعها تعترف بخطاياها أمام الرب، وتطلب منه أن يغفر لها. لقد كانت راجعة إلى أرضها، ولكن ليس للرب.

لكن ”نُعمي“ أخطأت أيضًا في الأسلوب الذي اتخذت به قرارها؛ فهي لم تُرد أن تذهب كنَّتاهَا معها. لقد كان من الجيد أن تذهب ”نُعمي“ إلى بيت لحم، حيث يُعبَد الإله الحي الحقيقي، ولكنه كان من الجيد أيضًا أن تصطحبها كل مِن ”عُرْفَةُ وراعوثُ“. وكان يجب أن تقول لهما ما قاله موسى لحميه: «اذهَب معَنَا فنُحسِنَ إِليكَ، لأَن الرَّبَّ قَد تكلَّمَ عن إِسرائيل بالإِحسَانِ» ( عد 10: 29 ). ولكن – على العكس من ذلك – فقد حاولت ”نُعمِي“ أن تؤثر على كنتيها، لكي ترجعا إلى عشيرتهما، وآلهتهما من الأصنام.

ويبدو أن ”نُعمِي“ لم تُرِد أن تأخذهما معها، لأنهما كانتا دليلاً حيًّا على أنها هي وزوجها قد سمحا لابنيهما أن يتزوجا نساء من خارج شعب الله. لقد كانت تحاول أن تخفي معصيتها. فإذا عادت إلى بيت لحم بمفردها، ربما لن يعرف أحد أن عائلتها قد خالفت شريعة موسى.

لكن «مَن يكتم خطَايَاهُ لا ينجَحُ، ومَن يُقِرُّ بهَا ويَتركهَا يُرحَمُ» ( أم 28: 13 ). عندما نحاول أن نُخفي خطايانا، فهذا دليل على أننا لم نواجهها بصِدق، ولم نحكم عليها طبقًا لكلمة الله. التوبة الحقيقية تتضمن اعترافًا صادقًا، وانكسارًا داخليًا ( مز 51: 17 ). ولكن بدلاً من الانكسار، كانت ”نُعمي“ ممتلئة بالمرارة ( را 1: 20 )!

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net