الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 13 سبتمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَمينٌ هو الله
«أَمِينٌ هُوَ اللهُ الذِي بِهِ دُعِيتمْ إِلَى شَرِكَةِ ابنِهِ يَسُوعَ المَسِيحِ رَبِّنا» ( 1كورنثوس 1: 9 )
أمانة الله هي صِدقه غير المتغير، ووفاؤه الدائم لمواعيده ( تك 32: 9 ، 10). وهي أساس الثقة الوطيدة في الله؛ فلأن الله صادق، ولأنه ثابت وأمين في حفظ مواعيده؛ لهذا فهو جدير بالثقة.

وأمانة الله الثابتة غير المتغيرة أمر يؤكده العهد القديم لتثبيت الثقة في الله، في آيات صريحة تؤكد أنه «إِلهُ أَمانَةٍ لا جَورَ فيهِ» ( تث 32: 4 ؛ 7: 9؛ مز33: 4 ... إلخ). وبالإضافة إلى ذلك فإن الأمانة تُنسَب إلى الله في آيات لا تُذكَر فيها الكلمات الدالة على الأمانة صراحةً؛ فهي مُتضَمَنة في:

(1) اسم العهد «يهوه» كما يُعلنه سفر الخروج ( خر 3: 13 -15). فهذا الاسم لا يُعبِّر فقط عن دوام وجود الله الذاتي وعدم تغيُّره، بل أيضًا عدم تغيُّر الله بالارتباط مع مواعيده الكريمة التي لا بد أن يُتممها.

(2) أمانة الله وعدم تغيُّره، تتضمنها الآيات التي تتحدَّث عن الله بأنه «الصَّخر»، باعتباره الأساس المضمون الأكيد للاتكال عليه ( تث 32: 4 ، 15؛ مز18: 2 .. إلخ). فكل مؤمن هو في أمان أبدي داخل صخر الدهور. إننا ضعفاء في ذواتنا، إلا أن مكاننا في الصخر في غاية القوة. فلنا في المسيح ملجأ أمين، لا يقربه عدو، ولا تدنو منه دينونة ( أم 30: 24 ).

(3) أمانة الله يتضمنها إعلان الله نفسه لموسى وللشعب باعتباره «إِلَهُ إِبراهِيمَ وإِسحاقَ ويعقوبَ» ( خر 3: 6 ، 15، 16). والحق المُعلَن هنا فيما يختص بالله، ليس هو أنه يقف موقفًا كريمًا من الآباء فحسب، لكنه أيضًا أمين لوعوده الكريمة غير المشـروطة التي أُعطيت لآبائهم؛ وكما كان مع أبائهم، فإنه سيظل كذلك لموسى ولشعبه.

ويؤكد العهد الجديد على أمانة الله لمواعيده الكريمة كأساس الثقة الوطيدة في الله؛ ففي رسالة رومية، يؤكد الرسول بولس على أمانة الله التي لا يمكن أن يبطلها عدم أمانة البشـر أو عدم إيمانهم ( رو 3: 3 ، 4؛ تث32: 20). فبالرغم من الحقيقة الدامغة أن الناس غير أُمناء، فإن أمانة الله تتأكد بشدة، حتى وإن ثبت أن كل إنسان عديم الأمانة والصِدق. ليس هذا فقط، بل إن عدم أمانة البشـر تُعطي الفرصة لإظهار أمانة الله بقوة لمجده ( رو 3: 7 ). ويقين الرسول بولس أن الله سيبقى أمينًا على الرغم من عدم أمانة الناس، إنما يرتكز على حقيقة أن الله لا يمكن أن يُنكر نفسه ( 2تي 2: 13 ). فأمانة الله مؤسَّسة على ذات طبيعته غير المتغيرة. وهكذا أيها الأحباء .. فلأن الله ”أمين“ فنحن ”آمنون“. ليت لنا هذه الثقة الكاملة في إلهنا!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net