الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
انتقال أَخنوخ
«بِالإِيمَانِ نقِلَ أَخنوخ لِكَي لا يَرَى المَوتَ، ولَم يُوجَد لأَنَّ اللهَ نقَلَهُ» ( عبرانيين 11: 5 )
كشف لنا يهوذا في رسالته عما لم يكشفه لنا العهد القديم؛ أعني نبوة أخنوخ؛ أقدَم نبوة، وقد أُعطيت من الله لأخنوخ قبل الطوفان، وفيها تخبير بظهور ربنا يسوع للقضاء والدينونة (يه14، 15).

إن رَجُل الله الذي تأسف على طغيان الإثم في أيامه، قد أُعطيَ أن يرى أن الحق والبر لا بد أن يسودا، وأن كل شر وإثم لا بد أن يُدانا. ولكن قبل مجيء هذا اليوم الذي يتحقق فيه ذلك، نُقل أخنوخ من مشهد الشر الجامح في الأرض.

في سفر التكوين يَرِد بيان مختصـر عن رحيل أخنوخ «لَم يُوجَد لأَنَّ اللهَ أَخذَهُ» ( تك 5: 24 ). هذا البيان يتوضح أكثر في عبرانيين 11 حيث نقرأ «بالإيمانِ نُقِلَ أَخنُوخ لكي لا يرَى الموتَ، ولم يُوجَد لأَنَّ اللهَ نقلَهُ» ( عب 11: 5 ). وهذه كرامة خاصة أُضيفت على الرجل الذي سار إلى جانب الله وسط ارتداد الجنس الآدمي. وأخنوخ نُقِلَ إلى السماء، مسكن البر والقداسة، والتي منها سيأتي الرب مع ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع (يه14، 15).

وفي طريقة انتقال أخنوخ نرى صورة لاختطاف المؤمنين الأحياء عند نزول الرب من السماء بهتاف. فالأحياء من المؤمنين الذين يبقون على الأرض إلى ذلك اليوم، سوف يُختطفُون لمُلاقاة الرب في الهواء «وهكذَا نكونُ كلَّ حينٍ معَ الرَّبِّ» ( 1تس 4: 15 -17).

أخنوخ «لَم يُوجَد لأَنَّ اللهَ أَخذَهُ»، وهو قد «نُقِلَ لكي لا يرَى الموتَ». والمؤمنون في كنيسة الله ”لا يَرقُدون كُلُّهم“، لكن ”كلُّهم سيتغَيَّرون“ ( 1كو 15: 51 ). والمسيح «سَيُغَيِّر شكلَ جسَدِ تواضُعِنا ليكونَ على صُورةِ جسَدِ مَجدهِ» ( في 3: 21 ). فالشبه مع انتقال أخنوخ واضح.

وأخنوخ نُقِلَ من عالم مُهيأ للدينونة، لكي يعود مع الرب، في مجيئه مع قديسيه، ليُجري قضاءه على الجميع. هكذا القديسون السماويون سيُخطَفون ليكونوا مع الرب حتى «متى أُظهِرَ المسيحُ حياتُنا، فحِينئذٍ تُظهَرُونَ أنتم أيضًا معَهُ فِي المجدِ» ( كو 3: 4 ).

هذا الانتقال المُفاجئ الصامت للمؤمنين الأحياء مع أولئك المُقامين من قبورهم ليجتمعوا في مكان ما في الهواء، ما زال هو الرجاء الذي تنتظر الكنيسة تحقيقه. والكتاب لا يُعطينا علامة منظورة تسبق هذه اللحظة السعيدة، لإعداد المؤمنين لاستقبالها، لأن وعد الرب بمجيء سريع لخاصته، فيه الضمان الكافي لرجال الإيمان. فحتى وإن كانوا الآن يُلاقون المصاعب والمتاعب في العالم، لكن لهم التأكيد الراسخ أنه «بعدَ قَليلٍ جِدًّا سيأتِي الآتِي ولاَ يُبطِئُ» ( عب 10: 37 ).

ت. ب. هادلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net