عن تيموثاوس، جاء قول الرسول بولس: «العاملُ معي»، وأيضًا «لأَنهُ يعمَلُ عملَ الرَّبِّ كما أَنا أَيضًا» ( رو 16: 21 ؛ 1كو16: 10)، بل كان عاملاً مع الله ( 2كو 6: 1 )، وقد عمل الله بواسطته ليُتمِّم مقاصده الإلهية. وكعامل في إنجيل المسيح، توفرت فيه مقومات أساسية:
(1) الشهادة الحسنة: «كان مَشهُودًا لَهُ مِنَ الإِخوَةِ» ( أع 16: 1 -3). تمتع تيموثاوس بشهادة عملية حسنة في الكنيسة المحلية، بل في كنائس المنطقة. فالشهادة العملية المدعومة بسلوك مُستحسَن يراه الآخرون، عامل أساسي في انتشار الإنجيل ( في 2: 27 ).
(3) الأمانة: قيل عن تيموثاوس: «الأَمِينُ فِي الرَّبِّ» ( 1كو 4: 17 ). والأمانة تعني حفاظ الوكيل على الشـيء المُستودَع ليدهِ ليُسلِّمه في وقته كاملاً. والأمانة إيفاء الوكيل بالعمل المُكلَّف به. إنها عُملة نادرة «أَمَّا الرَّجُلُ الأَمِينُ فمَن يَجِدُهُ؟» ( أم 20: 6 ).
(4) الطاعة: «بولُس وتِيموثاوسُ عبدَا يسوعَ المَسِيحِ» ( في 1: 1 ). تيموثاوس كعبد ليسوع المسيح، لا يعمل إرادته الخاصة، بل ينبغي أن تكون إرادته خاضعة لإرادة سيده، يرسله حيثما شاء، يصبح مِلكًا لسيده فقط، يَعلم مشيئته ويعملها ( لو 17: 7 -10).
(5) الإخلاص: «لأَن لَيسَ لِي أَحَدٌ آخَرُ نَظيرُ نَفسـِي يَهتمُّ بِأَحوَالِكُم بإِخلاَصٍ» ( في 2: 20 ). كان تيموثاوس واحدًا مع بولس بالفكر والشعور والروح في المحبة للكنيسة.
(6) معرفة الكتب: «وأَنَّكَ منذُ الطُّفوليَّةِ تعرِفُ الكتبَ المُقَدَّسَةَ» ( 2تي 3: 15 ). لقد عرف تيموثاوس الكتب المقدسة منذ طفوليته، وبعد ذلك تعلَّم، بفم بولس نفسه، كل ما يتعلَّق بالإنجيل والحقائق المرتبطة به، وأخيرًا، وأصبح متيقنًا ممَّا تعلَّمَهُ، فأوصاه: «اكرِز بالكلمَةِ. اعكُف علَى ذلكَ فِي وقتٍ مُنَاسبٍ وغَيرِ مُنَاسبٍ» ( 2تي 4: 2 ).
(7) احتمال المشقات: لم يُخفِ بولس عن تيموثاوس الآلام التي يجب أن يحتملها مَن يَخدم الرب، بالرغم أنه كان يعرفها جيدًا، لذا حرضَّه: «احتمِلِ المَشَقَّاتِ» ( 2تي 4: 5 ). إن العمل في الإنجيل يتطلب المثابرة واحتمال الألم والرفض، فهل نتسلَّح بذلك؟