الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 سبتمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَ تؤمن بابن اللَّه؟
«قَالَ: أُومِنُ يَا سَيِّدُ! وسَجَدَ لَهُ» ( يوحنا 9: 38 )
قابل ذلك الرَجُل المولود أعمى، بعد شفائه مضايقات كثيرة من رجال الدين، لكن نفس هذه المضايقات والمقاومات التي قابلته، ساعدته على النمو في معرفة ربنا يسوع المسيح. وبينما ازداد ظلام الجهل والكراهية من حوله، ازداد النور في داخله.

إن عدم الإيمان في الفريسيين قادهم إلى أسئلة رباعية كلها تدور حول الاستفهام كيف: «كيف انفتحَت عيناكَ؟» (ع10). «كَيفَ أَبصَـرَ» (ع15). «كَيفَ يُبصِرُ الآنَ؟» (ع19). «كيفَ فَتحَ عَينيكَ؟» (ع26). وهي أسئلة كلها تدُّل على عدم الإيمان. فمع أن الشافي عمانوئيل وسطهم، ولقد سبق له أن فتَّح أعين عميان كثيرين، لكن كانت الأُمة كلها بالأسف في حالة العمى الروحي، فلم تُبصر شافيها وفاديها وقد أتى لنجدتهم.

على العكس من ذلك: كان إدراك الرَجُل، الذي كان أعمى فأبصـر، يزداد: فأولاً عرف أنه «إِنسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسوعُ» (ع11). لكن سرعان ما نما في النعمة والمعرفة، وأدرك «أَنَّهُ نبيٌّ» (ع17). ثم ثالثًا أدرك أنه «مِنَ اللَّهِ» (ع33). وأخيرًا أعلن المسيح ذاته له بأنه «ابنِ اللَّهِ» (ع35). ولكن لنلاحظ أنه لمَّا عرف أن يسوع إنسان لم يسجد له. وأيضًا لمَّا اقتنع أنه نبي لم يسجد. لكن ما أن أعلن له المسيح أنه ابن الله، حتى سجد له على الفور.

حقًا، ما أجمل سَبِيلُ الصِّدِّيقينَ! فهو كما قال الحكيم «كَنُورٍ مُشـرِقٍ، يتزايَدُ ويُنيرُ إِلَى النَّهَار الكامِل» ( أم 4: 18 ).

وعندما أعلن المسيح ذاته له وسأله: «أَتُؤمِنُ بِابنِ اللَّهِ؟» (ع35)، فإن ذلك الرجل الذي كان أسدًا أمام قادة الدين العميان، نراه في وداعة الحملان يسأل الرب: «مَن هوَ يا سَيِّدُ لأُومِنَ بهِ؟». نعم لقد كان في تواضع ووداعة الحملان، وتم فيه قول المسيح في الأصحاح التالي: «خِرافِي تسمَعُ صَوتِي، وأَنا أَعرِفُهَا فتتبَعُني» ( يو 10: 27 ).

ويمكن عقد المقارنة بين هذا التدرج في الإدراك وبين أغطية المسكن الرباعية التي في خيمة الاجتماع.

فأولاً: «إنسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسوعُ» (ع11): هنا نرى جلود التُخس.

لكنه أيضًا «يتَّقي اللَّهَ» (ع31)، وهو إِنسَانٌ «منَ اللَّهِ» (ع33)، أو بالحري ”رَجُل الله“: هنا نرى جلود الكباش المُحمَّرة. كما «أَنَّهُ نبِيٌّ» (ع17): هنا نرى شعر المعزى.

ورابعًا وأخيرًا، هو «ابنِ اللَّهِ» الذي يُقدَّم له السجود (ع35-38). وهنا نرى شقق الخيمة الجميلة.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net