الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 17 يناير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخروف الضائع
«إِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا، وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ» ( لوقا 15: 5 ، 6)
الخراف عمومًا ليست مُستقلَّة التفكير، وميلُها الطبيعيُّ يُملي عليها أن تبقى معًا في قُطعان، فإذا ضلَّ واحد منها، كان ذلك عادة بسبب بلاهة الحيوان المطبقة، أو حماقته الشديدة. وربما وجد الخروف نفسه على منحدر صخريٍّ لا يستطيع الإفلات منه، أو كان غافلاً بطريقة ما لما هام باقي القطيع مُبتعدًا. فسواءٌ كان هذا أو ذاك، بات الخروف الضالُّ في خطر مُهلِك. ذلك إن خروفًا ينفصل عن القطيع ويُترَك تائهًا وحده في البرية، سوف يموت حتمًا، حتى لو كان حواليه كثير من الطعام والماء. وهي فقط مسألة وقت قبل أن يخضع الخروف الضائع لضغط الانفصال عن القطيع، أو خطر الحيوانات المفترسة، أو التعرُّض لعناصر الطبيعة. فأيُّ واحد من هذه الأُمور، أو كلُّها معًا، يُمكن أن يكون مُهلِكًا في الحال.

وهكذا كان واجب الراعي يقضـي بأن يترك قطيعه معًا في مكانٍ آمن، ويذهب للتفتيش عن الخروف الضال. ومن شأنه أن يبحث باجتهاد عن الخروف التائه، حتى إذا وجده يمضـي به إلى البيت فرحًا.

وفي الطريقة التي بها يضع الراعي الخروف “عَلَى مَنْكِبَيْهِ”، ويأخذه إلى البيت، صورةُ حنانٍ وعطف وإيضاحٌ للنعمة الإلهية. إنه لا يضـرب الخروف التائه ولا يُعنِّفه. بل ولا يترك للخروف أمر الذهاب إلى الديار بقدرته الذاتية. بل يرفعه ويحمله، ويفعل ذلك بفرح وابتهاج، لا بغضب وسَخط. وفي الواقع أن الراعي، في مَثَل المسيح هذا، مُبتهج جدًا برجوع الخروف، بحيث يدعو أصدقاءه وجيرانه إلى الاحتفال معه.

غير أن الأمر الأكثر عجبًا هو أن المَثَل يُصوِّر فرح السماء «إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ» (ع7). وهنا بيتُ القصيد أن الفرح الاحتفاليَّ الذي أحاط دائمًا بمعاملات المسيح مع الخُطاة، هو نفسه الجوُّ الذي ستجده في السماء، كلما تاب خاطئ؛ إنه فرح الله نفسه!

جون ماك آرثر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net