عندما لَخَّص الرسول بولس الإنجيل قال: «إنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ» ( 1كو 15: 3 ، 4). والذين يحاربون الإنجيل يقولون إن المسيح حدثت له إغماءة فوق الصليب ولم يمت، وأنه عندما وُضِعَ في القبر انتعشت روحه ثانية. لكننا نؤكد أن المسيح مات للأسباب الآتية: (1) أن نبوات العهد القديم ورموزه أكَّدت ذلك، فهو «مَاتَ ... حَسَبَ الْكُتُبِ» ( مز 22: 15 ( مت 16: 21 ؛ ... إلخ). (2) أنه هو نفسه تحدث في أيام جسده عن موته، بدل المرة مرات ( رؤ 1: 18 ( يو 19: 33 ( يو 19: 34 ؛ ....). (3) أنه بعد قيامته قال ليوحنا في جزيرة بطمس: «كُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» ( مت 27: 63 ). (4) أن الجنود وقائدهم، وهم المُدَرَّبون على عملية الصلب تأكدوا من حقيقة موته ( مر 15: 44 ). (5) أن طعنة الحربة في جنب المسيح بعد أن مات، وقد أحدثت حفرة رهيبة، بحيث كانت تسمح بدخول يد إنسان في الجنب المطعون، من شأنها أن تُحْدِث الموت، لو لم يكن المسيح قد مات قبلها ( أع 25: 19 ؛ 20: 27). (6) أن أعداءه شهدوا بأنه مات (مت27: 63، 64). (7) أن بيلاطس نفسه تحقق من موته (مر15: 44، 45)، والسلطة الرسمية في الجيل الأول للمسيحية لم يكن لديهم اختلاف من جهة مسألة موته، بل كان الاختلاف من جهة قيامته (أع25: 19).
وموت المسيح حقيقة كتابية نتمسك بها. فهو بعد أن احتمل كل الآلام الكفارية اللازمة لعمل الفداء، كان لا بد له أن يجتاز الموت، الذي هو أجرة الخطية ( رو 6: 23 ). ولقد كان الموت أحد أهم أغراض تجسد ابن الله، فهو «وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ (بالتجسد) ... لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ» ( عب 2: 9 ). وسر فخرنا وسبب حبنا للمسيح أنه قَبِلَ أن يموت نيابة عنا.