الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 يناير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خبز تحمله الريح
« اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ» ( جامعة 11: 1 )
كانت سيدة توزع نُبذًا تبشيرية على ركاب باخرة يتمشون على سطحها. وواحد من هؤلاء الركاب ألقى نظرة على النبذة وفهم مضمونها، ثم مزقها وطوَّح بها في الهواء وكان مسرورًا لرؤية قصاصاتها وهي تتقلب مع الرياح التي حملتها بعيدًا لتستقر أخيرًا على وجه المياه.

وفي المساء ذهب ذلك الراكب إلى غرفته، وأخذ يخلع ملابسه استعدادًا للنوم، ولاحظ قصاصة صغيرة من تلك النبذة، دفعتها الريح فتعلقت بين طيات سُترته ثم استقرت على أرض الغرفة. تناولها الرجل وكانت القصاصة صغيرة جدًا وتحمل كلمتين اثنتين فقط، هما “الله والأبدية”. ذهب الرجل إلى فراشه لكنه لم يستطع أن ينام لأن الكلمتين كانتا تهزان كيانه مثل وقع المطارق على مشاعره. فنهض من فراشه وتناول قدحًا من شراب مُسكر، على أمل أن يجد راحة لضميره، لكنه لم يجد، وظلت الكلمتان تعملان عملهما المُبكِّت “الله والأبدية” ولا مفر منهما.

سواء أردنا أم لم نُرِد، الله لا بد لنا أن نعطي أمامه حسابًا عن كل ما فعلنا. والأبدية لا نهاية لها. والأيام التي نعيشها قبل أن نصل إليها لا تُقارن بطولها الأبدي. هل عملنا حسابها؟ هل تصالحنا مع الله؟ هل فكرنا أين سنكون في الأبدية؟ ... هذه أسئلة كانت تضغط بشدة على ضمير الرجل. ماذا يعمل الإنسان الخاطئ مع الله القدوس؟ وكيف يتصالح معه؟ كلمتان لم يعرف معهما طعم الراحة، إلى أن جاء الوقت الذي سمع فيه عن الرب يسوع المسيح، الذي جاء ليصالح الخطاة مع الله، وبالإيمان قبلت نفسه رسالة الإنجيل المُفرحة والمهدئة لضميره المُتعب.

نعم، لا بد يومًا سيتقابل كل إنسان مع الله البار. فكُن مستعدًا لهذا اللقاء! أسرع إليه ... أسرع إليه الآن، قبل فوات الأوان. تعال إليه! ... مَنْ بذل حياته فوق الصليب تعال إليه ... وخُذ غفرانه العجيب!

فارس فهمي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net