الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 10 أكتوبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عملٌ حسنٌ
«لِمَاذَا تُزْعِجُونَ الْمَرْأَةَ؟ فَإِنَّهَا قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا!» ( متى 26: 10 )
ما أن فاحت رائحة الطيب العطرة في المكان، حتى ثارت زوبعة من الاعتراضات من تلاميذ الرب! وكان يهوذا الإسخريوطي هو الذي بدأ الاعتراض، وسايره باقي التلاميذ. كانت كلماتهم هي: «لِمَاذَا هَذَا الإِتْلاَفُ؟» ( مت 26: 8 ).

ولم تحاول مريم أن تُبَرِّر فعلتها أو تدافع عن نفسها، ولكن المحامي العظيم ( مز 57: 2 ) هو الذي تولى الدفاع عنها. والتلاميذ إن كانوا قد اعتبروا تصرف مريم إتلافًا، فإن المسيح اعتبر كلماتهم إزعاجًا. والمسيح ليس فقط لم يعترض على ما فعلته مريم، بل أيضًا امتدحه، معتبرًا إياه «عَمَلاً حَسَنًا». أما مريم فلم يطرأ أبدًا على بالها الرغبة في جذب مديح من الناس أو في تجنب احتقارهم، وكان جل مقصدها إكرام السيد.

وكم نحتاج إلى تَعَلُّم هذا الدرس، ألا ننزعج بآراء الناس فينا، وأن نحرص أن نكون مرضيين عند الرب ( 2كو 5: 9 ). وهو ما حدث هنا. فلقد لقي ما عملته مريم استحسانًا من الرب، إذ عرف تكلفة هذا الطيب بالنسبة لتلك المرأة التي لا نعتقد أنها كانت من الأثرياء، وعرف أيضًا بأي روح قدمته. كان حُكم الرب على هذا العمل مختلفًا تمامًا عن حُكم الناس، ومدحه علانية بحسب تقديره الإلهي.

وكما أن عمل مريم هنا، لم يكن في نظر الرب إتلافًا، فكذلك الوقت الذي يُكَرِّسه المؤمنون للسجود للرب، ولتذكر موته وإكرامه في هذا العالم الجاحد الناسي، لا يمكن أن يكون إتلافًا، مهما قال في ذلك الذين يحاولون أن يقنعونا بالاهتمام بالفقراء أو التبشير للخطاة. فمع أهمية هذا كله، لكن اعتبار الوقت الذي نصرفه في محضر الرب لإكرامه إتلافًا، هو أمر يجرح ضمير كل قديس يحب الرب يسوع في عدم فساد. فالسجود للرب كان ولا يزال أعظم ما يمكن للقديس أن يفعله في هذه الأرض، كما أنه سيكون شغلنا الشاغل في السماء.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net