الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 أكتوبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المُزارع الغني
«يَا غَبِيُّ! هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ» ( لوقا 12: 20 )
نستطيع أن نتعرَّف على بعض الوجوه لهذا الرَجُل الغبي:

* غني، ولكنه غبي: يدعو الرب يسوع هذا المُزارع الناجح بأنه رَجُل غني لأن لديه أموالاً وممتلكات مادية، ولكنه كان فقيرًا من حيث علاقته بالله. كانت نفسه مُكتفية بخيراته المادية العديدة، ولكن قلبه ما زال غير مُكتفٍ إلى أن يجد الراحة في علاقة سعيدة مع الله.

* الغبي الأناني: نجد في هذا الفصل سبعة أفعال بصيغة المُتكلِّم، كما يأتي فيه ضمير الملكية للمُتكلِّم (الياء) خمس مرات. فعندما يرى هذا الرجل كيف تعاظمت ثروته، فإنه يصفق بيديه جذلاً قائلاً: أثماري – مخازني – غلاتي – خيراتي – نفسي. ولكن أ لم يتحقق من أن كل شيء يمتلكه، أتى له من الله؟ ولأنه لا يُفكِّر إلا في نفسه، فإنه لم يعترف قط بأن الله هو مصدر كل عطية صالحة.

* الغبي الطموح: لقد سعى هذا الرجل وراء خططه بأعلى درجة من الطموح. لقد أراد أن يؤمِّن ما تحقق له لسنوات عديدة، وأن يعيش في بحبوحة كأفضل ما يكون. ولقد سعى وراء هذا الغرض بقدر كبير من الحماس. لا يعيب المرء أن يكون طموحًا وذا هِمَّة، فهذا يمكن أن يكون سِمَة إيجابية. ولكن هل نحن طموحون لأجل الرب وللأمور التي تختص به، أم أننا فقط نبذل الجهد عندما نأتي إلى أمورنا الشخصية؟

* الغبي قصير النظر: ما أخطر حكم الله عليه: «فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟». لن يستطيع هذا المُزارع أن يأخذ معه إلى الأبدية ولو حتى حبة قمح واحدة من مخازنه الملآنة. لقد شغَلَ كل طاقاته على مدى عمره القصير على الأرض، ولكن كلها ضاعت للأبد. وبالطبع، ما الفائدة من المخازن الملآنة على الأرض لِمَنْ هو على الجانب الآخر من الموت؟ لا شيء على الإطلاق.

هانزرودي جراف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net